* email * facebook * a href="https://twitter.com/home?status=منطقة تحت مستوى"الظل" وخارج اهتمامات المسؤولينhttps://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/83806" class="popup" twitter * a href="https://www.linkedin.com/shareArticle?mini=true&url=https://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/83806&title=منطقة تحت مستوى"الظل" وخارج اهتمامات المسؤولين" class="popup" linkedin يطالب سكان حي عين بن نعمان ببلدية زموري بولاية بومرداس، بحقهم في التنمية، لا سيما تهيئة الطريق والإنارة العمومية، وتحسين التزويد بالماء الشروب، وتهيئة شبكة الصرف الصحي المنعدمة تماما في الحي، الذي وصفوه ب "منطقة تحت مستوى الظل" لانعدام أبسط شروط العيش الكريم. كما أكدوا أن "الأميار" المتعاقبين على البلدية يطلقون وعودا كاذبة خلال الحملات الانتخابية بدون تحقيق التنمية المنشودة، حتى بعد قرابة 60 سنة من الاستقلال. يقع حي عين بن نعمان بأعالي الجبال المتوسطة على الحدود بين بلديتي الثنية وزموري بولاية بومرداس. ورغم أن الوصول إليه لم يكن متعبا حيث يقع بالقرب من حي بن يونس أكبر أحياء بلدية زموري على الطريق الوطني رقم 24، إلا أن مظاهر الحياة الكريمة تتراجع كلما توغلنا أكثر في المنطقة، التي وصفها سكانها بأقل من منطقة ظل.."إنها منطقة ظلام.. مهمشة ومنسية من طرف المسؤولين"، حسبما أشار إلى ذلك مواطن وجدناه بصدد خدمة أرضه، مفيدا بأن غياب أبسط ضروريات الحياة من ماء وإنارة وطريق معبدة ناهيك عن غياب النقل ومدرسة وحتى مسجد، يعيق عودة السكان إلى أراضيهم حتى بعد استتباب الأمن بمنطقة عُرفت سنوات المأساة الوطنية بخطورتها؛ لكونها تقع وسط غابة، وتحيط بها الجبال من كل جهة. كما لفت المتحدث إلى كون الحي اتخذ تسميته من منبع ماء يعود إلى عهد الأتراك، لازالت أطلاله إلى اليوم، ويُعرف لدى العامة ب "القبة"؛ حيث يقع المنبع وقبة بن نعمان بين التلال والجبال بمنطقة يقول سكانها إنه لو تم تهيئتها لكانت من أجمل الأماكن السياحية بالولاية، خاصة لمحبي رياضة المشي والتنزه بشكل عام. طريق مهترئة.. وإنارة غائبة قصدنا الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين بلديتي بومرداس وزموري وبالضبط عند مخرج حي بن يونس إلى اليمين. واصلنا السير بين المساكن الفردية المترامية إلى أن وصلنا إلى حي عين بن نعمان على بعد 3 كلم عن الطريق الرئيسة، فبادرنا أحدهم بالحديث عن الحي قائلا إن جل سكانه رحلوا سنوات التسعينات بسبب الإرهاب، ولم يتمكنوا من العودة بعد بسبب نقص التنمية، مشيرا إلى غياب الماء قرابة 10 أيام إلى 15 يوما متتالية، إلى جانب اهتراء الطريق، وغياب الإنارة العمومية، وانعدام النقل، والغياب الكلي لجل المرافق، أقلها مدرسة تغني أطفال الحي عناء التنقل على مسافة 3 كلم لبلوغ مدرستهم بحي بن يونس، وهي نقائص اعتبرها المتحدث من الأسباب التي تحول دون عودة السكان إلى أراضيهم، والاستقرار مقارنة بمناطق أخرى من الولاية، بينما يقول مواطن آخر شاركنا الحديث: "كل الأراضي التي ترونها ملكية خاصة لعائلات عريقة سكنت المنطقة لأجيال متعاقبة.. لكنها بيعت لخواص من أجل بناء مساكن فردية لعدم رغبة الأجيال الجديدة في العودة والاستقرار؛ لغياب أوجه التنمية"، مضيفا أن المنطقة الجبلية كانت خلال سنوات ماضية، تنتج شتى أنواع الخضر والأشجار المثمرة، لتصبح اليوم منطقة مهجورة أكلتها الأحراش. من جهته، لفت مواطن من عائلة حدوش، أحد أعرق العائلات بالمنطقة، إلى أن اهتراء الطريق وتحولها إلى برك من المياه والأوحال خلال الفصول الماطرة، يُعتبر من بين أهم المعيقات لعودة السكان والاستقرار، موضحا أن الحي العريق كان في السابق يضم قرابة 300 عائلة، وكان به مدرسة ومسجد، ولكن آثار سنوات العشرية السوداء كانت كبيرة، تسببت في رحيل السكان، تلا ذلك كارثة زلزال 2003، فلم يتبق سوى الأطلال، مشيرا إلى غياب المسؤولين كلية عن المنطقة التي قال إنها "ظلام في ظلام"، ومفصلا أن "الأميار" الذين تعاقبوا على بلدية زموري لا يزورون الحي إلا في المواعيد الانتخابية، حيث يطلقون وعودا بتهيئة الحي، وإعادة الحياة إلى أطرافه "ولكن لا شيء تحقق"، مؤكدا أن حتى الولاة المتعاقبين على ولاية بومرداس لا يعرفون منطقة بن نعمان؛ "نحن منسيون في بلادنا حتى بعد 58 سنة من الاستقلال"، يقول المتحدث. "اِلتفِتوا إلينا.. نحن نعيش المعاناة" تابعنا المسير للوصول إلى منبع ماء بن نعمان على مسلك ترابي وعر، صادفنا عجوزين أتعبتهما الطريق. تحدثتا بمرارة عن واقعهما المعيشي، فقالتا إن الحي منسي تماما؛ "نحن أيضا منسيون.. لجان الدوائر تزور الأحياء وتسجل الاحتياج من السكن وغيره..إلا نحن منسيون تماما"، تقول إحداهما، مؤكدة أنها تعيش بمنزل متهالك رفقة 6 أبنائها على أرض ملك لوالدها بحي عين بن نعمان، بعد أن غادرتها سنوات الإرهاب إلى منطقة بواحْمد ببلدية الثنية المجاورة، لكن العودة بالنسبة إليها ولأبنائها أصبحت مُرّة لغياب أبسط الاحتياجات. وحسبها فإن أقرب دكان يبعد عنهم مسافة تزيد عن 1 كلم، ولا وجود لقاعة علاج من أجل حقنة.."والطريق مهترئة كما ترون". وتعدد العجوز النقائص التنموية، مناشدة المسؤولين النظر بعين الاعتبار إلى تنمية الحي قائلة: "شوفوا فينا شوية.. نحن نعيش في مْهانة كبيرة"، وتقصد بذلك أنها تعيش في حال مزرية رفقة أبنائها. وبالقرب من منبع الماء المذكور، حدثنا مواطن من عائلة بودمارن كان في زيارة تفقدية لأرضه التي هجرها خلال التسعينيات، مؤكدا عدم مقدرته على العودة إليها وفلاحتها بسبب نقص التنمية، قال إن منطقة بن نعمان كانت نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي، منطقة فلاحية معروفة بالأشجار المثمرة على غرار الزيتون والرمان والتفاح والبرقوق والخوخ والمشمش، إلى جانب إنتاج أنواع كثيرة من الخضر، وعلى رأسها البصل والطماطم والفلفل الأخضر، ناهيك عن الدلاع والبطيخ، حيث كانت كل عائلة تنتج ما يكفيها من الخضر، وكانت مياه السقي تُجلب من الوادي الذي يقسم الحي السكني إلى جانب عدد من الآبار الفردية هنا وهناك، كل ذلك انهار بسبب الإرهاب، ثم جاءت كارثة الزلزال التي أدت إلى انهيار المدرسة الوحيدة بالحي، مما يحتم على التلاميذ التنقل نحو مدرسة بحي بن يونس على مسافة طويلة في غياب النقل المدرسي وغياب النقل العمومي أيضا، مرجعا سبب ذلك إلى الاهتراء الكبير للطريق الرئيسة، وصعوبة المسالك لأطراف الحي. لا ماء.. ولا كهرباء..في 2020! لما شرعنا في العودة من الحي المذكور وجدنا أطفالا على الطريق بانتظارنا لاقتيادنا إلى العائلات القاطنة بأحد أطراف الحي، حيث سرى خبر وجود "المساء" بالمكان بسرعة كبيرة، إلى درجة أن الجميع أخذ يشكر لنا الزيارة، مؤكدين عدم زيارة أي وسيلة إعلامية الحي من قبل. في البداية حدثتنا أم فرح عن غياب النقل المدرسي، ولفتت إلى وجود حافلة واحدة للنقل المدرسي دخلت الخدمة الموسم ، "ولكنه كثيرا ما يغيب، فيضطر التلاميذ لقطع مسافات طويلة حتى خلال الأيام الماطرة"، لتؤكد ذلك التلميذة فرح ذات تسع سنوات، التي انتقلت إلى السنة الخامسة ابتدائي؛ حيث تقول إنها تصل متأخرة يوميا إلى قسمها بسبب تأخر الحافلة، بينما تضطر للعودة مشيا على الأقدام مساء لغياب حافلة النقل المدرسي في الفترات المسائية. أما الشيخ سعيداني الذي أصر على أخذنا إلى منزله للوقوف على الحالة العامة له، فيؤكد أنه يسكن بالحي منذ 3 سنوات فقط، ويعاني من غياب الكهرباء والماء؛ حيث اضطر لربط منزله بالطاقة والمياه من عند جيرانه، والحي شهد إيصال الغاز الطبيعي خلال 2019، لكن الحالة المادية للسكان تحول دون إيصاله إلى المنازل، وكذلك الأمر بالنسبة للكهرباء والماء؛ حيث طلبت منه المصالح المختصة ربط مسكنه من ماله الخاص. كما تحدّث عن الغياب الكلي لشبكة التطهير، مما جعله يلجأ إلى الحفر الفوضوية، بينما أكد أن جيرانه يرمون مياه الصرف في الوادي المجاور، الذي تحول إلى مرتع للبعوض، مما يشكل خطرا على الصحة العمومية. وتحدّث المواطن عن انعدام مسلك يوصل إلى الحي الذي أخذ يتوسع، حسب ملاحظة "المساء" بالنظر إلى الورشات الكثيرة لبناء مساكن فردية هنا وهناك؛ حيث لفت إلى كون المسلك الحالي في الحقيقة، ملكية خاصة، قد تتحول إلى مسكن فردي في أي وقت، والحل، حسب المتحدث، يكمن في إنجاز ممر علوي على الوادي المحاذي للحي، وهو مطلب آخر يناشد السلطات تحقيقه إلى جانب تهيئة الطريق والمسالك، وتوفير الكهرباء والماء، وتهيئة شبكة الصرف الصحي وكذا إنجاز مدرسة وقاعة علاج.