تصوَّب أنظار أسرة مولودية وهران، اليوم بداية من الساعة السابعة مساء، باتجاه فندق "الشيراطون" الذي يحتضن الجمعية العامة الاستثنائية للمساهمين في الشركة الرياضية ذات الأسهم، والتي توصف بالمصيرية لمستقبل الفريق الغارق في مشاكل إدارية لا حصر لها، زاغت به عن السكة القانونية الصحيحة لسنوات. تلتئم جمعية المساهمين بعد جهود كبيرة بذلتها السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية، وضغوط متزايدة ومستمرة من قبل الأنصار الناقمين على المساهمين بالدرجة الأولى، الذين يحمّلونهم المسؤولية في تردي حال فريقهم، خاصة من الجانب الإداري، مما أبقاه متخلفا عن ركب الأندية العاشقة للألقاب، وفي الفترة الأخيرة أضحى مهددا بفقدانه صفة النادي المحترف إذا لم يسوّ وضعيته الإدارية في مستقبل قريب، بتقديم الملف المطلوب بالوثائق اللازمة للجنة مراقبة التسيير المالي للأندية المحترفة التي يرأسها رضا عبدوش، التي مزجت بين اللين والشدة لدفع مسيّري "الحمراوة" لنجدة فريقهم. وبعد نجاح السلطات المحلية في جمع كلمة المساهمين على رأي واحد بضرورة عقد جمعيتهم العامة بعد سلسلة لقاءات قادها الأمين العام للولاية السيد بوبكر شايب بمساعدة مدير الشباب والرياضة سيافي ياسين، تكفل الرئيس السابق أحمد بلحاج المدعو "بابا" عن طريق محاميه بلغربي سفيان، بالتحضير لهذه الجمعية مع تلقي ضمانات أكيدة بتوفير كل الظروف المناسبة لها خاصة من الجانب الأمني؛ بمنع ولوج أي شخص غير معني ومرخص له بموجب القوانين المعمول بها في الشركة الرياضية، والوثائق الممنوحة لهكذا مواعيد؛ درءا لضغوط الانصار، حسب المساهمين، ليستقر الحضور على المحامي بلغربي ومحافظ الحسابات ومحضر قضائي و17 مساهما، مع العلم أن قائمة المساهمين أدخلت عليها تعديلات بعد وفاة المرحوم ميسوم الهواري، وذهاب العربي عبد الإله وشارف بن شني، اللذين باعا أسهمهما لبن عمر سفيان الرئيس الحالي لفريق وداد مستغانم، وهؤلاء المساهمون المعنيون هم بلحاج أحمد المدعو "بابا"، ويوسف جباري والطيب محياوي وسفيان بن عمر وحسن كلايجي ولحسن زرهوني وفرطاس فتحي ومختار ميمون وفيصل حفاف وقشرة عبد الله وبن ميمون الحبيب وبسجراري نصر الدين وبلعباس عبد الحفيظ والأخوة خير الدين وأمين وناصر شرفي والنادي الهاوي لمولودية وهران. شريف الوزاني ممنوع من الحضور رغم المحاولات العديدة التي قام بها رفقة مساعديه لدى السلطات المحلية وبعض المساهمين، إلا أن شريف الوزاني لن يكون بمقدوره تسجيل حضوره في الجمعية العامة الاستثنائية للمساهمين اليوم؛ إذ رفضت كل تبريراته قبيل تقديمه حصيلة إدارته لموسم (2019 -2020) أمام المساهمين، بحجة أن قوانين الشركة تمنعه من ذلك؛ كونه ليس مساهما في الشركة الرياضية، وأن مناقشة حصيلة الموسم الحالي ليست معنية بالمناقشة في الجمعية، وإنما تقرير سنة 2018 المطلوب بإلحاح من طرف هيئة عبدوش. 5 نقاط ضمن جدول الأعمال.. حسبما تم الاتفاق عليه بين "كبار" المساهمين، فإن 5 نقاط أدرجت في جدول أعمال جمعية المساهمين اليوم بفندق "الشيراطون"، وهي: انتخاب مجلس إدارة جديد للشركة، وتعيين رئيس مجلس إدارة جديد، وتحيين الوثائق الإدارية اللازمة، والمصادقة على التقارير المالية التي يقدمها محافظ الحسابات، وتفويض المساهمين محافظ الحسابات لكي يؤشر على هذه التقارير. حرب تصريحات وتكتّلات.. كما كان منتظرا وقبل موعد اليوم، اندلعت حرب تصريحات معلنة واجتماعات وتكتلات خفية بين المساهمين، لا تخرج كلها عن محاولات تقزيم وقطع الطريق وتقليص نفوذ بعضهم البعض لمآرب شخصية لا غير، وقد وصل الأمر بهم إلى سلك طريق الاستفزاز أمام مسؤولين محليين كبار بدون مراعاة مصلحة الفريق، والظرف الحساس الذي يمر به، مع العلم أن العلاقة بين المساهمين الذين يوصفون بالفاعلين، متوترة وباردة منذ سنوات. الأنصار الأوفياء يرفضون الكل ويصرّون على شركة... أمام ما يحدث لفريقهم مولودية وهران ولا مبالاة المساهمين بمعاناته وقلقهم على مستقبله وما يصلهم من أخبار عن صراعاتهم وما يهدفون إليه، انتفض الأنصار الأوفياء طيلة فترة التحضير لجمعية المساهمين، رافضين عودة الرؤوس القديمة لقيادة المولودية الوهرانية ولو لفترة مؤقتة، ومصرّين على رحيلهم جميعا، وضخ دماء جديدة في الجهاز الإداري، واستفادة النادي الحمراوي من شركة وطنية تحسن وضعه، وتساعده على العودة إلى ساحة الأندية المتنافسة على الألقاب والتتويجات. ويصر المحبون على التجمهر والتواجد قبالة فندق "الشيراطون" لتبليغ مطالبهم وإسماعها من جديد للمعنيين مادام ولوجهم سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا على الطوق الأمني الذي سيضرب على الفندق، حتى يجري اجتماع المساهمين في ظروف "هادئة وجيدة"، بعيدا عن ضغوط مجموعات من الأنصار توصف بأنها "موجهة"، ولم يكن خافيا قيامها طيلة هذه الفترة بتجمعات مساندة أو رافضة لهذا المساهم أو ذاك، أو الرئيس السابق أو غيره.