❊ الخارجية: الجزائر مستعدة لاحتضان حوار شامل بين الأشقاء الليبيين رحبت الجزائر بالإعلانين الصادرين عن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، حول وقف إطلاق النّار عبر كل التراب الليبي، وذلك بتفعيل العملية السياسية وتبنّي حوار "جامع" يفضي إلى وضع حد للأزمة بهذا البلد، وفق ما أورده أول أمس، بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأضاف البيان أن الجزائر تسجل بارتياح هذه المبادرة التوافقية التي تعكس إرادة الإخوة الليبيين في تسوية الأزمة الليبية وتكريس سيادة الشعب الليبي الشقيق، مشيرا إلى أن الجزائر و"بحكم الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمعها مع الشعب الليبي الشقيق"، كانت قد "سعت منذ بداية النزاع إلى التحرك على جميع المستويات الإقليمية والدولية، لإيقاف النزيف في ليبيا، والحد من مخاطر الأزمة على أمن واستقرار المنطقة". وفي هذا الصدد "دعت الجزائر بالتنسيق مع دول الجوار وبرعاية الأممالمتحدة، إلى حوار شامل ودون إقصاء بين مختلف الفرقاء في ليبيا، من خلال الانخراط في مسار الحل السياسي بما يضمن وحدة واستقرار ليبيا الشقيقة والقرار السيّد لشعبها". كما ذكرت وزارة الشؤون الخارجية، أيضا بأن الجزائر كانت قد أعلنت خلال مؤتمر برلين بداية السنة الجارية، "استعدادها لاحتضان حوار شامل بين الأشقاء الليبيين، ينطلق بوقف إطلاق النّار بهدف الوصول إلى حل سلمي يحفظ مصالح ليبيا والشعب الليبي الشقيق". من جهة أخرى أشاد وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق الوطني وعضو مجلس الرئاسي فتحي علي باشاغا، بموقف الجزائر ودورها "الفاعل" لدعم عملية السلام في بلاده، حيث علّق في تغريدة له على حسابه على تويتر "الموقف الجزائري الداعم للسلام في ليبيا معتبر ومحل تقدير و اعتزاز ونتطلع دائما لدور جزائري فاعل للدفع بعملية السلام والوفاق في ليبيا"، ليستطرد بالقول "ليبيا و الجزائر شعب واحد ومصير مشترك". ويأتي قرار وقف إطلاق النّار متطابقا مع موقف الجزائر الداعي إلى استبعاد الحل العسكري والعودة إلى طاولة الحوار بين مختلف الفرقاء، في الوقت الذي أشار فيه رئيس الجمهورية، في عدة مناسبات إلى استمرار الجزائر في جهودها لحل الأزمة في ليبيا وفق ما تقتضيه لوائح الأممالمتحدة، فضلا عن إعلانها عن استعدادها لإعلان مبادرة بالتنسيق مع تونس من أجل حلحلة الأزمة، كما كشف أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وفايز السراج، لم يعترضا على وساطة الجزائر، مؤكدا أنه ليس لديه إحراج في التعاون مع مصر وتونس لإنهاء الأزمة في الجارة الشرقية. وقبل ذلك كانت الجزائر قد أعلنت خلال مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية عن استعدادها لاحتضان الحوار الليبي الليبي، وذلك في الوقت الذي سارعت فيه الأطراف الليبية الفاعلة الخطى نحو الجزائر بحثا عن وساطة فاعلة لحلحلة الوضع المتفاقم ببلادها، حيث زار كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبي (طبرق) عقيلة صالح عيسى، الجزائر شهر جوان الماضي. وتعلق الأطراف الليبية آمالا كبيرة في حل أزمة بلادها وذلك بالنظر إلى علاقاتها الجيدة مع مختلف القبائل بهذا البلد، و سبق لعبد الهادي الحويج (وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة)، أن أكد خلال زيارته الجزائر منذ أشهر عن ثقته في قدرة الجزائر على لعب دور من أجل إيجاد حل للأزمة في بلاده، مشددا على ضرورة جمع السلاح وتحقيق التوزيع العادل للثروة في البلاد من أجل الذهاب إلى حوار "يفضي إلى ليبيا ديمقراطية موحدة ومستقرة". كما أعرب عن أمله في نجاح المقاربة الجزائرية، قائلا "لا نريد تكرار سيناريو اتفاق الصخيرات أو باريس أو أبو ظبي، لأن تلك السيناريوهات لم تنجح"، كما أشار إلى أنه "لا يمكن أن نذهب إلى ليبيا ديمقراطية موحدة في ظل انتشار 21 مليون قطعة سلاح و وجود 300 مجموعة مسلّحة" بعضها ينتمي إلى مجموعات إرهابية.