أعادت وزارة الثقافة أمس، لمتحف "هيبون" الأثري بعنابة قناع "غوردون" بعد غياب دام أزيد من 24 سنة، قبل أن تسترده السلطات العليا في البلاد من تونس، حيث حول بطريقة غير شرعية. واعتبرت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة استرجاع قناع "غوردون" الذي تعرض للسرقة سنة 1996 من الموقع الأثري "هيبون"، وعثر عليه بتونس، مكسبا حقيقيا للثقافة الجزائرية عامة ولسكان منطقة "بونة" على وجه الخصوص، على اعتبار أنه مرتبط بتاريخ وكيان المنطقة وتاريخ حضارتها، مشددة على ضرورة بذل كافة الجهود للحفاظ على التراث الوطني. وأوضحت الوزيرة خلال معاينتها قناع "غوردون" بمتحف هيبون رفقة الوزير المنتدب المكلف بإصلاح المستشفيات لدى وزارة الصحة، إسماعيل مصباح، في إطار زيارة عمل وتفقد إلى عنابة تدوم يومين، بأن هذه التحفة الأثرية المنحوتة بالرخام وتزن 300 كلغ قد استرجعتها الجزائر سنة 2014 وظلت محفوظة بالمتحف الوطني للآثار بالجزائر العاصمة، قبل إرجاعها إلى عنابة منذ بضعة أيام. ودعت الوزيرة إلى ضرورة الإسراع في تجسيد مخطط حماية الآثار والمتاحف مع إعادة صيانة التماثيل المحفوظة وتحويلها إلى تراث عالمي يستقطب السياح من كافة ربوع الوطن والدول المجاورة. وشددت في هذا السياق على ضرورة فتح المجال أمام الشباب للاستثمار في مؤسسات ناشئة مبتكرة لبعث السياحة الثقافية وذلك من خلال استحداث مسارات ثقافية تعرّف بالبيئة الثقافية للموقع الأثري هيبون ورصيده الثقافي والتراثي. كما أكدت على تشجيع الشباب على الاستثمار في مجال ابتكار زيارات استكشافية افتراضية بتقنية ثلاثية الأبعاد تعرف بالمواقع الأثرية لاستقطاب المواطنين نحو هذه المواقع وإضفاء حركية تنموية محلية. وتواصل وزيرة الثقافة والفنون رفقة الوزير المنتدب المكلف بإصلاح المستشفيات هذه الزيارة إلى ولاية عنابة بالتوجه إلى ملحقة الفنون الجميلة ببلدية البوني قبل أن يحضرا لقاء بمقر الولاية مع ممثلي المجتمع المدني من بينهم ممثلون عن جمعيات ذات طابع ثقافي ومؤسسات ثقافية. وسيتم بالمناسبة تسليم جوازات سفر ثقافية لفائدة أطقم طبية تعمل في إطار مكافحة جائحة كوفيد-19.