يصدر، قريبا، عن إصدارات المنتدى الدولي الإنساني، كتاب جديد بعنوان "في جسدي أبيات"، عن فكرة للأديبة سلمى النعيمي من الجزائر، وعزيز منتصر من المغرب، وهو كتاب جماعي من 200 صفحة، يحتوي أعمال مجموعة من الشعراء من خارج وداخل الوطن. يعد الكتاب تجربة جديدة ومختلفة في مجال النشر الجماعي لكتاب صدرت لهم بعض الأعمال المنفردة، أو كتاب لهم مشاركة في أعمال جماعية سابقة، ومنهم من يحظى بنشر تجاربه الأدبية للمرة الأولى كالصحفي عبد السلام بزاعي. ويعد الكتاب صندوقا من الأحلام والأسرار، يفجر فيه المبدعون طاقاتهم ومواهبهم المتعددة. ويحاولون من خلاله الوصول إلى جمهور القراء لتقديم رؤاهم وفلسفتهم في الحياة المبنية على الجمال والتفاؤل مهما كانت الظروف. وشارك في هذا الكتاب مجموعة من الشعراء، هم سلمى النعيمي وعزيز منتصر بسبعة قصائد لكل منهما؛ باعتبارهما أصحاب الفكرة، والبقية بقصيدة واحدة، على غرار عبد السلام بزاعي، ومحمد رحمون، ونور الدين حسينات، ونوال سلماني، ونجاة بختاوي، ولحسن الواحدي، ومنير راجي، وجميلة بن حميدة. وفي قصيدتها "في جسدي أبيات" قالت النعيمي إنها اليوم سعيدة وفي يدها هذا الكتاب الذي يتحدث عن نفسه بلا ترجمان. وأضافت أن الشعر أسمى رسالة للتآلف بين القلوب، مثمنة الجهد الحاصل خاصة بين شعراء الجزائر والمغرب. وقالت الأديبة الجزائرية الدكتورة سلمى النعيمي خلال حديثها إلى "المساء "، إنه تم التطرق في هذا العمل المشترك، لواقع الثقافة العربية. وتحدثت عن سعادتها بهذا العمل، واعتبرته إنجازا سيثري الساحة الأدبية العربية، التي عرفت بحسبها نوعا من الاحتكار والسيطرة من طرف بعض الفئات التي استغلت الأدب واستحوذت عليه، خاصة في نمط الشعر؛ كاحتكار دور النشر ومعارض الكتاب والأنشطة الثقافية التي تدعمها وزارات الثقافة ودور الشعر في العالم العربي. وتقول محدثة "المساء" إن هذه المؤسسات قصّرت في دورها، ولم تقدم الشيء الكبير للساحة الفنية والأدبية العربية؛ حيث صب تركيزها على بعض الفئات والكتاب من المقربين والأصدقاء، أو الكتاب الذين يتمتعون بحضور إعلامي، متناسية بذلك تشجيع المبدعين الحقيقيين الذين يقفون أمام عقدة النشر التي تخضع لحسابات كبيرة، ولم يجدوا فضاء يسمح لهم بنشر مؤلفاتهم أو إظهار مستواهم الأدبي العالي، في الوقت الذي تستفيد بعض الفئات من كل التسهيلات حتى أصبحت تعتبر نفسها الرائد الوحيد في الأدب العربي الحديث. والغريب كذلك، حسبها، أن النقاد والباحثين والأكاديميين العرب لا يحركون ساكنا، ولا يدعمون أبدا الثقافة الجادة المبنية على تشجيع الشباب من المبدعين، ومنح فرص أكثر تساهم في نشر الأدب بصفة خاصة، والشعر بصفة عامة، كل هذه الأسباب كانت كافية لنشر الديوان الجماعي في (جسدي أبيات). ودعت الدكتورة سلمى إلى إثراء الساحة العربية بالأعمال الجادة التي تدعو للحب والتسامح ونشر السلام، مثنية على جهود دعم وتشجيع الدبلوماسية الثقافية، وهو النهج بوزارة الثقافة الذي يرتكز على أهم محور، وهو تنشيط الدبلوماسية الثقافية والتعاون الدولي. كما اقترحت، في المقابل، خلق نهج شعري جديد، يتميز بالانفتاح على كل الفئات بعيدا عن التمييز والهدف من نشر هذا العمل الأدبي رفيع المستوى، وفتح التواصل والحوار مع ثقافات ولهجات مختلفة من الوطن العربي، وكسر كل الحدود الجغرافية والسياسية؛ فالشعر لا يعرف الحدود، وهو عابر لكل الأزمنة والثقافات والحضارات؛ إيمانا منها بأن الحروف دوما مدن، والكلمة عالم بأكمله. وأكدت الشاعرة سلمى أن "جسدي أبيات" ملتقى الشعراء وفضاء الإبداع، المتميز بلونه التحرري والحداثي الذي يتماشى مع آليات الإبداع الأدبي المعاصر. والحديث ذو طابع جمالي ورمزي وإيحائي بلغة كبار الشعراء والأدباء العرب، الذين يبدعون في خفاء. وعلى صعيد آخر، منحت، في مقابل ذلك، ديناميكية جدالية للنص الذي يجعل الفعل ينمو، والوصف يغور أو يعمق المشاهد الموصوفة، عبر تصعيد درامي يفتح المعاناة على مقامات تداولية؛ في محاولة لجر القارئ إلى المشاركة الوجدانية، مع خلق توترات في سلسلة التواصل والتداول، لتخلق الظاهرة الاتصالية بين المرسل والمرسل إليه. للإشارة، فإن سلمى سبق لها أن نشرت كتاب "المباني الصماء" عام 2012، وهو كتاب سياسي رومانسي اجتماعي، يعالج قضية المنظمات السرية، وكيف هدمت المجتمعات العربية والغربية، ولها 05 روايات قيد الإصدار. وتعد سلمى من أبرز الوجوه الثقافية النسوية على غرار مجموعة أخرى من الشاعرات والكاتبات المبدعات بباتنة، وهي محامية معتمدة لدى مجلس قضاء هذه الولاية، وباحثة أكاديمية في العلوم القانونية تخصص إدارة (تونس - الجزائر)، كما لها مجال آخر من الإبداع بفضل أناملها؛ إذ لها تصاميم في الحلي التي تعكس في مضامينها تعبيرا عن البيئة الأوراسية وشموخ المرأة الشاوية. وحازت عدة جوائز، منها أفضل حلي بالإمارات العربية عن مسابقة المصممة العربية، ولها إصدارات إلكترونية موثقة، وهي أيضا عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين.