تعرف محلات بيع الأدوات المدرسية ومحلات بيع الملابس والمآزر، توافدا عليها من قبل بعض الأولياء؛ لتجهيز أبنائهم للدخول المدرسي الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام رغم أن موعده لم يحدَّد بصورة رسمية، حسبما صرح بذلك رئيس الحكومة مؤخرا، عقب إعطائه إشارة انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط، فيما رصدت "المساء" إقبال الأولياء على تحضير أبنائهم لهذا الموعد الذي طال انتظاره. وقفت "المساء" من خلال جولة استطلاعية في بعض المحلات، على توافد عدد معتبر من الأولياء على محلات بيع الأدوات المدرسية. وحسبما صرح به البعض، فإن تحضير الأبناء للدخول المدرسي أصبح لازما، خاصة بعد أن أمضوا عطلة طويلة، أصبح فيها من الصعب عليهم الحديث مع أبنائهم عن الدراسة؛ الأمر الذي فرض عليهم اقتناء بعض الأدوات المدرسية وحتى المآزر وبعض الثياب الجديدة، لإشعارهم بضرورة العودة. وقالت سيدة كانت بصدد اقتناء بعض الكراريس والأقلام، كان من الصعب عليها الحديث عن الدخول المدرسي مع ابنيها اللذين يدرسان في الطورين الابتدائي والمتوسط، بعد أن أمضيا عطلة طويلة تزيد عن ستة أشهر في اللعب؛ ما جعل من الصعب الحديث عن أي موضوع يتعلق بالدراسة أو التعلم، وهو ما جعلها تقرر الخروج معهما لشراء ما يمكن أن يحتاجا إليه، وجعْلهما يختاران بعض اللوازم حتى تعيدهم بصورة تدريجية، إلى أجواء التمدرس، على خلاف مواطنة أخرى كانت رفقة ابنتها أيضا، تختار لها محفظة جديدة، حيث أوضحت في معرض حديثها أن ابنتها شعرت بالملل واشتاقت إلى أجواء التمدرس وإلى صديقاتها"؛ الأمر الذي، تقول، "جعلها تقرر شراء بعض الأدوات المدرسية". وحسبها، فعلى الرغم من أن الدخول المدرسي سيكون استثنائيا بل وصعبا على أبنائهم خاصة مع استمرار الجائحة، إلا أن الوضع يحتاج إلى ضرورة التكيف معه، لا سيما أن أبناءهم قد تعوّدوا على تدابير الوقاية، ويعرفون جيدا ماهية الوباء وسبل الوقاية منه. انخفاض في سعر الكراريس ووفرةٌ في السلع المدرسية من جهته، أوضح بائع للأدوات المدرسية بمدينة العفرون بالبليدة ردا على سؤالنا عن مدى إقبال الأولياء على اقتناء الأدوات المدرسية، أوضح أن الأولياء بدأوا منذ مدة، يترددون عليه لشراء بعض اللوازم مثل الأقلام والكراريس. وحسبه، "فإن الإقبال وإن كان قليلا خاصة أن موعد العودة إلى المدارس لم يحدد بعد بصورة رسمية، غير أن بعض الأولياء بدأوا يشعرون بضرورة تحضير أبنائهم للدخول المدرسي". ومن جهته، أوضح بائع للأدوات المدرسية بالجملة، أن الطلب على اقتناء الأدوات المدرسية من محلات البيع بالتجزئة، عاد للانتعاش في الآونة الأخيرة إلى غاية تصريح رئيس الحكومة، الذي أعلن أن الدخول المدرسي لم يحدَّد بعد بصورة رسمية"، موضحا: "حيث سجلنا نوعا من التراجع في الطلب"، مضيفا في السياق، أن أسعار اللوازم المدرسية عرفت انخفاضا، خاصة ما تعلق منها بالكراريس"، ومرجعا السبب إلى توفر مخزون الأدوات المدرسية نتيجة الخروج المبكر للتلاميذ بفعل تفشي الوباء، وتوقف معظم الأنشطة التجارية. تهيئة الأبناء للدخول المدرسي ضرورة وحسب المختص في أدب الطفل وثقافته الدكتور يحي سعيد علي بوهون أستاذ محاضر بجامعة بومرداس، فإن "تحضير الأبناء للعودة إلى مقاعد الدراسة، محطة لا بد منها؛ لأنها تدخل في إطار التهيئة النفسية، وأن خير طريقة تجعل الأبناء يشعرون بأهمية وضرورة العودة إلى المدارس، تكون بالشروع في اقتناء الأدوات المدرسية، وجعلهم يلتفتون إلى كراريسهم وكتبهم بصورة تدريجية، من خلال تصفح كتب، أو حتى الرسم، أو قراءة قصة.