يشتكي المواطنون بمختلف قرى وبلديات ولاية بجاية، من نقائص كثيرة ومتعددة، جعلت يومياتهم تتحول إلى "جحيم" بسبب غياب المشاريع التنموية، التي من شأنها أن تسمح بالخروج من العزلة التي يعانون منها منذ عدة سنوات بدون أن يتم تداركها من قبل المصالح المعنية؛ فرغم قرارات السلطات العليا للبلاد الاهتمام أكثر بمناطق الظل وانشغالات المواطنين من خلال تخصيص مشاريع تنموية لصالح المناطق النائية خاصة تلك المتواجدة بالبلديات الريفية، إلا أن النقائص ماتزال مطروحة، وهو ما يتجلى من الحركات الاحتجاجية التي يقدم عليها المواطنون على مدار السنة، من أجل المطالبة بالتكفل بالضروريات، ووضع حد لمعاناتهم التي لا تتوقف على مدار السنة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمياه الشرب، والطرقات، والتهيئة... وغيرها. ويبدو أن الوضعية لم تتحسن بالعديد من بلديات عاصمة الحماديين، من خلال الاحتجاجات المتكررة للسكان بالمناطق النائية التي تنعدم فيها أغلب وسائل الحياة؛ مما يجعلهم يستعينون بالوسائل التقليدية لقضاء حاجياتهم الضرورية. النقائص كثيرة والحلول منعدمة عبّر المواطنون بمختلف بلديات ولاية بجاية خاصة الريفية منها، عن استيائهم الكبير من النقائص الكثيرة التي يعانون منها منذ عدة سنوات بدون أن يتم إيجاد الحلول اللازمة التي تسمح بالاستفادة من بعض المشاريع الاستعجالية، والخروج من العزلة التي يعانون منها، على غرار بوخليفة، وذراع القايد، وتيفرة، وتاوريرت وإغيل، وآيت رزين... باعتبارها تعاني الكثير من المشاكل التي أثقلت كاهل السكان، الذين يضطرون للاكتفاء بالوسائل التقليدية، على غرار قرى تالة هيبة بتوجة، وإفوغالن، وإخرازن ببلدية بوخليفة، وتاقليعت بذراع القايد، وهو ما زاد من معاناتهم اليومية رغم أنهم ناشدوا في الكثير من المرات، السلطات البلدية التكفل بانشغالاتهم، خاصة الماء الشروب، وإخراجهم من العزلة التي يعانون منها منذ عدة سنوات؛ إذ لم يلق هذا النداء استجابة من مسؤولي البلديات، الذين يواجهون، بدورهم، مشكل غياب الوسائل المادية اللازمة، لتجسيد مختلف المشاريع التنموية لصالح المواطنين القاطنين بمناطق الظل. إنجازات قليلة ومشاريع تنتظر التجسيد رغم قيام السلطات المحلية ببعض بلديات بجاية على غرار بن كسيلة وأقبو وبجاية، ببرمجة العديد من المشاريع التي شرعت في تجسيدها في أرض الواقع من أجل الاستجابة لتطلعات المواطنين القاطنين بالمناطق النائية، إلا أنها تُعتبر قليلة مقارنة بالنقائص الكثيرة التي يعاني منها السكان في أغلب قرى بلديات ولاية بجاية، خاصة في ما يتعلق بتزويد السكان بالضروريات كمياه الشرب، وقنوات الصرف الصحي، والطرقات؛ إذ يشتكي سكان أغلب القرى من غياب هذه المشاريع منذ عدة سنوات؛ مما جعلهم يعانون من عزلة تامة طيلة عدة سنوات في ظل غياب المشاريع التنموية. كما أن المسؤولين لا يولون أهمية كبيرة لهذه المناطق، التي غاليا ما تعاني في صمت، وتنتظر الإفراج عن مختلف المشاريع الاستعجالية، من أجل وضع حد لمعاناتهم اليومية مع الحياة الصعبة. البلديات تشتكي من قلة الإمكانيات المادية تصطدم رغبة سكان بلديات بجاية في الاستفادة من مختلف المشاريع التنموية، بقلة إمكانيات السلطات المحلية خاصة البلديات، للتكفل بانشغالاتهم، وتجسيد مختلف المشاريع الاستعجالية التي من شأنها فك العزلة عن العديد من المناطق، التي تنتظر التفاتة من السلطات المعنية منذ عدة سنوات، إلا أن الطابع الجغرافي للمناطق الريفية يستلزم وسائل كبيرة لإنجاز بعض المشاريع التي تُعتبر من الضروريات، على غرار التزويد بمياه الشرب، وإنجاز الطرق وتوصيلها بغاز البوتان من أجل مواجهة فصل الشتاء، وغيرها من النقائص؛ حيث إن الإعانات التي تستفيد منها البلديات لا تكفي لسد كل الحاجيات الضرورية، وهو ما يستلزم اتباع استراتيجية جديدة؛ من خلال تخصيص مشاريع موجهة للمناطق النائية عبر مختلف البلديات، لتمكين المواطنين من الاستمتاع بحياة أفضل في المستقبل القريب. وتمكنت بلدية بن كسيلة من تحقيق حلم سكان بعض المناطق التي تعاني منذ سنوات، ويتعلق الأمر بقرية "منجو"، التي استفادت مؤخرا من تهيئة الطريق المؤدي إلى القرية، وتزويدها بمياه الشرب في انتظار استفادة مناطق أخرى ببلديات الولاية، من المشاريع التي تُعد من الضروريات، علما أن أغلب المناطق الريفية بولاية بجاية، تعاني من مشكل ندرة المياه.