تبدو الأوضاع غير مستقرة في شباب بلوزداد؛ إذ لايزال النادي يعيش على وقع الإصابات بفيروس كوفيد 19، التي وقعت في صفوف لاعبي الفريق أثناء تربص هذا الأخير في مستغانم. أغلب الأطراف المسؤولين عن اللاعبين قرروا، بالإجماع، إخضاع كل التعداد لاختبارات طبية؛ لكي يتضح بصفة نهائية الوضع الصحي الحقيقي داخل الفريق. وكان من المفروض أن ينطلق اللاعبون، أمس، في التدريبات في الوقت الذي بقيت العناصر المصابة بالفيروس كخالد بوسليو وأمير سعيود وسفيان بوشار وأمين سوببح وبودرواية حايس ومختار بلخير وعضوين من الطاقم الطبي، في عزلة بأحد فنادق زرالدة. وتبقى عودة الهدوء والطمأنينة إلى النادي مرتبطة أساسا باستتباب الوضع الصحي عند كل اللاعبين وأعضاء الطاقم الطبي بدون استثناء. ولا شك أن نتائج الاختبارات الطبية للاعبين المصابين أو غير المصابين، هي الضامن الوحيد لتوضيح الرؤية داخل النادي، الذي يعيش لأول مرة مثل هذه الحالة. ومهما كانت نتائج الاختبارات الطبية، فإن إدارة شباب بلوزداد مصممة على فعل كل ما في استطاعتها، لتفادي الإصابات في صفوف اللاعبين ومرافقيهم؛ إذ قررت اتخاذ إجراءات صارمة من أجل التطبيق الفعلي للبرورتوكول الصحي، الذي أمضته مع مصالح وزارة الشباب والرياضة. والقلق ينتاب أيضا الطاقم الفني الذي يقوده الفرنسي فرانك دوما منذ حادثة مستغانم، لاعتقاده أن هذا التأخر في التحضيرات سينعكس سلبا على الحالة البدنية للاعبيه، ويعطل، بشكل كبير، تطبيق البرنامج الذي سطره خلال الصائفة؛ لذا ينتظر مدرب شباب بلوزداد بفارغ الصبر، عودة الأمور إلى حالتها الطبيعية لكي ينطلق من جديد في مهمته. ويبدو أن التقني الفرنسي يريد هذه المرة أن يشارك رأي المسيرين والمدير الفني الرياضي، في اختيار أنسب وجهة للفريق في تدريباته القادمة. وما يرفضه حاليا فرانك دوما هو أن لا يجري التربص القادم للفريق على مستوى العاصمة بالرغم من أنه يدرك أن نادي بلوزداد متعاقد مع مركز عين بنيان للفندقة، الذي يتوفر على شروط إنجاز التربصات، وسبق للاعبي الفريق خوض فيه تدريبات. لكن يبدو أن التقني الفرنسي يريد بشكل خاص، إبعاد فريقه عن ضغط أنصاره، وأن يتدرب لاعبوه في هدوء تام، وهو ما يفسر التنقل الأخير الذي قاده إلى ولاية جيجل، للبحث عن مكان مناسب لتحضيرات فريقه، غير أن مدرب بلوزداد لم يُدل بأي تصريح عقب زيارته الأخيرة لجيجل. الرئيس عمارة يجتمع غدا بالطاقم الفني رغم الصمت الذي التزم به في أعقاب حادثة تربص مستغانم، إلا أن رئيس نادي شباب بلوزداد عمارة يتابع عن قرب، كل الأحداث التي هزت الفريق هذه الأيام. ولم يُخف عمارة عن مقربيه تذمره من الارتخاء الذي وقع في مستغانم، لا سيما في الجانب الصحي، الذي أوقع النادي في أزمة حقيقية، قد تعرقله في تثبيت أمور الفريق بسرعة. عمارة دخل، حسب مصادر قريبة من بيت النادي، في غضب شديد بسبب الأحداث الأخيرة التي مست استقرار الفريق. ويريد الآن أن يطّلع على كل كبيرة وصغيرة تخص الأسباب التي أدت إلى الوضع المزري الذي يمر به شباب بلوزداد. وقالت ذات المصادر إن الرئيس عمارة قرر عقد اجتماع طارىء غدا الإثنين مع كل مساعديه في النادي وأعضاء الطاقم الفني. وفضلا عن رغبته في معرفة الأسباب التي كانت وراء حادثة مستغانم، فإن عمارة يريد من خلال هذا الاجتماع، إعادة الهدوء إلى بيت النادي، لا سيما بعد علمه بوجود توتر بين المدرب فرانك دوما والمدير الفني الرياضي توفيق قريشي.