استقبلت السلطات الانتقالية في السودان قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب برفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب بارتياح كبير واعتبرته خطوة على طريق تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة بعد قرابة ثلاثين سنة من القطيعة، بما يفتح صفحة جديدة تنتهي الصراع ما بين الإدارات الأمريكية والرئيس السوداني المطاح به عمر البشير. وقال الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، إن هذه الخطوة يتأكد فيها "التقدير الكبير للتغيير التاريخي الذي حدث في السودان ولنضال وتضحيات الشعب السوداني من أجل الحرية والسلام والعدالة". ورحب رئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك بالقرار وأكد في خطاب بالمناسبة، أن "الشعب السوداني لم يكن يوما داعيا أو راعيا للإرهاب"، مضيفا أن القرار ثمرة سنة كاملة من الحوار الجاد والمستمر قاده فصيل من الخبراء مع الإدارة الأمريكية. وشكل رفع اسم السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب أولى مهام السلطات الانتقالية في الخرطوم التي شرعت منذ توليها زمام شؤون الحكم في مفاوضات حثيثة مع الإدارة الأمريكية لإنهاء القطيعة مع هذه الأخيرة. وركزت السلطات الانتقالية على رفع اسم السودان لما يسمح لها ذلك من العودة إلى أحضان المجتمع الدولي وربط علاقات طبيعية مع مختلف الدول وعلى رأسها الولاياتالمتحدة بعد حصار فرض عليها دام قرابة ثلاثة عقود زاد في هشاشة اقتصادها على مدار السنوات الماضية. وهو ما أكده رئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك الذي أوضح بأن القرار يتيح إمكانية أفضل وظروف أحسن لإدارة الاقتصاد بآليات وسياسات جديدة ومتكاملة وأكثر فعالية ويمكّن من العودة للنظام المصرفي والمالي العالمي. كما سيؤهل بلاده لمعالجة مشكلة الديون التي تجاوزت 60 مليار دولار وسيفتح الباب واسعا أمام الاستثمارات الإقليمية والدولية. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد أعلن في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب بمجرد استكمال تحويل مبلغ التعويضات للضحايا الأمريكيين وعائلاتهم. وقال "خبر ممتاز، الحكومة الجديدة في السودان التي أحرزت تقدّما حقيقيا، وافقت على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم، قبل أن يضيف أنه "متى تمت عملية الدفع سأرفع السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب". وحيا رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إعلان الرئيس الأمريكي في تغريدة له على التويتر، كتب فيها "شكرا جزيلا الرئيس ترامب"، وأضاف "نحن على وشك التخلص من أثقل إرث للنظام الراحل". وكانت محكمة أمريكية قد أدانت حكومة السودان السابقة بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير، بتنفيذ عمليات إرهابية خلال تفجير سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام في أوت 1998 وأيضا بمحاولة للهجوم على المدمرة الأمريكية "يو آس كول" عام 2000 بساحل خليج عدن. ولكن السؤال المطروح هل تم التفاوض بين الطرفين فقط على مسألة التعويضات أم أن هناك قضايا أخرى لم يتم الكشف عنها وعلى رأسها التطبيع مع إسرائيل، خاصة في ظل تسريب معلومات سابقة عن اشتراط الإدارة الأمريكية على السودان تطبيع علاقاته مع الكيان العبري مقابل رفع اسمه من القائمة السوداء. ورغم أن واشنطنوالخرطوم نفتا أن يكون هناك علاقة بين مسألة التطبيع ورفع اسم السودان من هذه القائمة، إلا أن محللين وحتى وسائل إعلام ربطوا بين الأمرين في ظل ضغط الإدارة الأمريكية على السلطات الانتقالية في الخرطوم لحملها على التطبيع قبل انتخابات الثالث نوفمبر القادم بالولاياتالمتحدة ضمن ورقة يريد الرئيس ترامب استغلالها لصالحه من أجل الفوز بعهدة رئاسية ثانية.