أطلقت جمعية الممرنين المحترفين للسياقة، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لطريق السلامة والمنظّمة الوطنية للناقلين الجزائريين، حملة تحسيسية موجّهة لسوّاق الحافلات والركاب، شملت الجانب المروري المرتبط بتطبيق قانون المرور خاصة ما تعلق منه بتجنب المناورات الخطيرة واحترام مسافة الأمان للحدّ من إرهاب الطرقات، والجانب الوقائي ضد فيروس كرورنا وما يتطلّبه من وجوب التقيّد بالبروتوكول الصحي، ممثلا في وجوب وضع الكمامة واستعمال المعقم واحترام مسافة التباعد الاجتماعي. أهم ما ميّز الحملة التحسيسية التي انطلقت من محطة نقل المسافرين بتافورة بالعاصمة، هو مشاركة مركز "أمير المستقبل" لأطفال التوحّد، الذين أوكلت لهم مهمة توزيع المطويات التحسيسية على الركاب وسواق الحافلات، وتهدف هذه المبادرة حسب رئيسة الجمعية السيدة نبيلة فرحات، حسب ما قالته ل"المساء" على هامش انطلاق الحملة إلى تمكين هذه الفئة من الاحتكاك بالمحيط الخارجي، والعمل على إدماجها بالمجتمع من خلال مشاركتها في بعض الأنشطة التحسيسية، فضلا عن كونها من الخطوات التي تلعب دورا بارزا في تنمية المهارات الإدراكية والمعرفية لأطفال التوحد، موضّحة أنّ هذا النوع من الأنشطة التوعوية بالنسبة لأطفال التوحّد من شأنه أيضا أن يسهم في تلقينهم بعض المعارف في الميدان، خاصة ما تعلق منها باكتساب الثقافة المرورية ومعرفة كيفية الوقاية من وباء كورونا خارج المنزل، فضلا عن كسر حالة الجمود التي يعانون منها بالتواجد في قاعات مغلقة وتمكينهم من التفاعل في الميدان، وبالمناسبة أكّدت المتحدّثة أنّ أطفال التوحّد أبدوا تجاوبا وحماسا كبيرين. وعن مدى تجاوب السواق والركاب مع الحملة التحسيسية، أشارت المتحدّثة إلى أنّ الجمعية سجّلت بعض النقائص في الميدان في الجانبين المروري والوقائي من "كوفيد 19"، وحسبها فإنّ من بين المخالفات المسجلة عدم احترام سواق الحافلات لمسافة الأمان خاصة واستعمال السرعة، وفيما يتعلق بالوقاية من فيروس كورونا كانت هنالك عدة مخالفات أهمها عدم التقيّد بوضع الكمامة من طرف الركاب والسوّاق على حدّ سواء، الاستغناء عن تعقيم الحافلة رغم أنّ الوباء لا زال موجودا، موضّحة أنّها سعت في إطار الحملة إلى تذكيرهم بأهمية الالتزام بتدابير الوقاية، خاصة وأنّ الحافلات من الوسائل التي تعرف إقبالا كبيرا عليها للتنقل يوميا وبالتالي احتمال نقل الوباء وارد. على صعيد آخر ذكرت رئيسة جمعية الممرنين، بأهمية التعجيل بتفعيل المادة 60 من قانون المرور 14/01 المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق التي تفيد بوجوب إدراج الثقافة المرورية في المؤسّسات التعليمية، بالنظر لأهمية تعليم الأطفال قانون المرور لتنشئة جيل يعرف أهمية احترام القانون، من خلال الالتزام بتطبيقه والذي يبدأ باحترام الإشارات المرورية قبل التفكير في قيادة المركبة. للإشارة ينتظر أن تمسّ الحملة التحسيسية التي أطلقتها جمعية الممرنين المحترفين للسياقة، بعد محطة تافورة عددا من المحطات الكبرى كمحطة ساحة أول ماي، الدار البيضاء، الرويبة، الشراقة، الدويرة وبومعطي، بالتنسيق والتعاون مع المصالح الأمنية ممثلة في الحماية المدنية الأمن والدرك الوطنيين.