رفع أولياء التلاميذ بمدرسة "المسعودي" بحي الصنوبر في قسنطينة، شكواهم إلى الوالي عبد الحفيظ أحمد ساسي، بعدما لم تجد نداءاتهم صدى لدى المصالح البلدية ومصالح الدائرة، في ظل الحالة الكارثية التي أضحت عليها هذه المدرسة الابتدائية، التي يعود تاريخ افتتاح أبوابها إلى الحقبة الاستعمارية، وبالضبط إلى سنة 1960. عبر أولياء التلاميذ، في الرسالة التي تم تسليمها للوالي شخصيا، عن تذمرهم من عدم تحرك السلطات البلدية ومصالح الدائرة، لإصلاح ما يمكن إصلاحه، مؤكدين أن هذه المدرسة الابتدائية التي تقع في حي شعبي، تم تهميشها تماما من عمليات الترميم التي شملت العديد من المدارس مع هذا الدخول المدرسي. حسب أولياء التلاميذ الذين تحدثوا ل"المساء"، فإن المدرسة تعاني تدهورا كبيرا، فبالإضافة إلى طبيعة بنائها من صفائح قصديرية، أكل عليها الدهر وشرب، تعاني هذه المؤسسة التربوية من تشققات سواء على مستوى جدران وأسقف الأقسام، أو أرضية الفناء، مع وجود المراحيض في حالة يرثى لها، بجدران مهدمة ودون أبواب، والمطعم ليس أحسن حال، بعدما انهار جزء كبير من جداره، مما سيحرم التلاميذ من اللمجة خلال الموسم الدراسي الحالي. أكد هؤلاء الأولياء، خلال لقائهم مع الوالي، أن الدخول المدرسي انطلق في هذه المدرسة، بعيدا عن احترام الإجراءات الوقائية للحد من انتشار وباء "كوفيد 19"، في ظل غياب المعقم الكحولي وانعدام أجهزة الكشف الحراري التي من المفروض أن تكون في مدخل المدرسة، ولا يسمح لأي تلميذ بالدخول إلى القسم إلا بعد إجراء الفحص الحراري، وفق البروتوكول الذي نصت عليه وزارتا الصحة والتربية.كما أكدوا أن أبناءهم يدفعون ثمن سوء التسيير، بسبب الخلاف الواقع بين البلدية وأحد المقاولين، مما تسبب في تعطل مشروع المدرسة الجديدة، حيث برمجت السلطات بناء مدرسة جديدة على أنقاض مدرسة "بورصاص نوار" المجاورة، التي عرفت تدهورا كبيرا، كمدرسة "المسعودي"، علما أن المقاول انطلق في الأشغال في صيف 2018، حتى يجهز 12 قسما بمختلف مرافقه، يحتضن تلاميذ "المسعودي"، لكن الأشغال توقفت بعدما تم حفر الأرضية بعمق حوالي 1.5 متر، تحضيرا لوضع الأساسات. أكد أولياء التلاميذ أن حلم المدرسة الجديدة تحول إلى كابوس، بسبب الأشغال غير المكتملة، التي أثرت على البناية القديمة بمدرسة "المسعودي"، وعرفت انزلاقات أدت إلى تساقط بعض الأسقف خلال فترة الصيف، لأن "المسعودي" تقع أعلى مدرسة "بورصاص نوار" التي هدمت، كما أثرت الأشغال على البنايات المجاورة، خاصة أن المكان يتحول إلى بركة كبيرة مع تساقط الأمطار، وبذلك بات يشكل خطرا يهدد السكان، بعدما سجلت بعض البنايات المحاذية للمشروع تشققا في جدرانها.من جهته، أكد الوالي في حديثه إلى أولياء التلاميذ، أنه سينظر في أمر هذه المدرسة، خاصة أنه تلقى ملفا يضم صورا عن الوضعية الكارثية لهذه المؤسسة التربوية، مضيفا أنه وقف على عدد من المؤسسات التربوية التي كانت تحتاج للترميم قبل الدخول المدرسي المنصرم، بكل من حي القماص وصالح باي، حيث أمر بتخصيص إعانات مالية من أجل تحسين ظروف التمدرس بهذه المنشآت التربوية التي يقصدها يوميا أطفال صغار.