ينظم مخبر النقد ومصطلحاته بقسم اللغة والأدب العربي لجامعة "قاصدي مرباح" بورقلة، ندوة وطنية بعنوان "المصطلح النقدي العربي، إشكالية الوضع والترجمة"، في التاسع من شهر ديسمبر المقبل. جاء في ديباجة الملتقى، أن المصطلح النقدي ثمرة العلوم والمعارف، وغموضه سيعكس حتما غموض المفاهيم التي يحملها ويشير إليها، والمصطلح النقدي العربي عرف أزمة حادة، ولازال يتخبط فيها، جراء التماس الحاصل بين العلوم ومحاولات تعريب مصطلحاتها. بدأ اهتمام النقد العربي الحديث بقضية المصطلح النقدي في بداية السبعينات، رغم قلة الاهتمام بقضايا المناهج المعرفية الحديثة والتراث النقدي العربي من قبل، وفي الوقت الذي وجد النقد العربي المعاصر نفسه في حاجة للاستفادة من المفاهيم النقدية التي أنتجت في النقد الغربي، تعثر في وضع استراتيجية ناجعة للاستفادة من التجربة النقدية الغربية، التي أفرزت مصطلحات نقدية كان لها أثرها في تنشيط الحركة النقدية العربية، والمتتبع لحركة النقد العربي المعاصر، يدرك بيسر الأزمة الخانقة التي يمر بها من ضبابية المصطلحات وتداخلها، وعدم قطيعتها في الدلالة على مفاهيم تنشأ إشكالية المصطلح النقدي العربي أساسا في أصوله التكوينية المعقدة، والتي ترتكز على حصيلة متضاربة لقوى جذب وطرد متباينة وهي: المصطلح النقدي في موروثنا النقدي والبلاغي معقد ومتشعب ومتجذر. المصطلح النقدي في أصوله الغربية المترجمة بشكل فردي وعفوي لا يخضع لضوابط علمية موحدة. صراع المناهج والمفاهيم والنظريات والعلوم اللسانية والسيكولوجية والاجتماعية والأنثربولوجية وغيرها. الترجمة من غير المختصين أو من دون تحديد معايير معروفة أو متفق عليها. ومحاولة تجاهل المصطلح النقدي بأنواعه، أو السعي إلى توليد مصطلحات جديدة بطريقة فردية (اعتباطية أو انطباعية). جاء في الديباجة أيضا، أنه من المعروف أن النقد العربي الحديث نشأ في مطلع هذا القرن، بتداخل مباشر مع القوى السالفة، وهو يملك جذورا تراثية نقدية وبلاغية وكلامية وفلسفية ومنطقية عميقة جدا تقيده تراثيا، من جهة، ومن جهة أخرى، شرع في محاولة استيعاب القيم والمفاهيم النقدية والاصطلاحية التي أنتجها نقاد الغرب، وبدا الصراع جليا ومكشوفا بين هذين الاتجاهين، ومن الطبيعي أن يعمل كل اتجاه على إشاعة مصطلحاته النقدية الخاصة، فالاتجاه الاحيائي للموروث، توسل بالمصطلح البلاغي واللغوي والأخلاقي والفلسفي، ليبين أصالة المصطلح وقوة اللغة العربية، والاتجاه المترجم المباشر توسل بالثقافة الغريبة ومعرفة باللغات الأخرى (الفرنسية والإنجليزية). وقد رأى بسام قطوس، الناقد الأردني، أن الاختلاف في ترجمة المصطلح النقدي الواحد، من شأنه أن يفاقم الاختلاف النقدي، ويعود ذلك إلى أسباب، منها عدم استقرار المصطلح النقدي، فهناك الكثير من المصطلحات متعددة المعنى والمفهوم عند النقاد، فضلا عن تأرجح المعنى للمصطلح النقدي عند الناقد الواحد، لذلك فإنه من الصعب إرساء قواعد واضحة للنظرية النقدية العربية، دون توحيد المعنى والمفهوم للمصطلح النقدي العربي وتحديدهما، إلى جانب اختلاف النقاد في فهم المراد من المصطلح النقدي الواحد، مما يؤدي إلى تضارب الآراء أحيانا، واختلاف النتائج. في المقابل، مشكلة الاصطلاح مرتبطة ارتباطا وثيقا بإشكالية التعريب والترجمة، وعلى هذا الأساس، تشتغل الندوة على محاور أساسية هي؛ المصطلح النقدي العربي بين التصور والمفهوم. آليات توليد المصطلح النقدي العربي وطرق وضعه. وترجمة المصطلح النقدي العربي بين الأمانة والتحريف (الدقة، العموم).