بمناسبة العطلة الربيعية نظم قصر الثقافة مفدي زكريا تظاهرة أسبوع "البيئيون الصغار" لمكتبة كان يا مكان بمشاركة دار الشطار، إيديكلتور، جمعية الطفولة السعيدة لغرداية والمركز الوطني للتكوينات البيئية، هؤلاء حملوا رسالة للأطفال حول أهمية الحفاظ على الطبيعة وجمالها، بوصفهم أهم حقل للاستثمار في المشاريع التحسيسية، راجين بذلك المساهمة قليلا في لفت انتباه الأهل إلى أمور غائبة عنهم من شأنها أن تؤثر على حياة الأجيال القادمة. سعت مكتبة "كان يامكان" لقصر الثقافة إلى دفع الأطفال خلال هذه العطلة الربيعية إلى اكتشاف سحر الطبيعة وأهمية الحفاظ عليها، مما جعلها هذه المرة حاضرة أيضا في عالم الأطفال مع عدة شركاء ساهموا معها في إعداد برنامج خاص يمتد من 21 إلى27 مارس الجاري. الهدف من هذه التظاهرة - حسب رئيسة دائرة الاتصال والسمعي البصري بقصر الثقافة السيدة فاطمة تازير - يكمن في توعية الأطفال حول موضوع البيئة وجمالها، وذلك بمبادرة من مديرة قصر الثقافة السيدة بوشنتوف. وتزامن موعد التظاهرة التي تم الإعداد لها بالتعاون مع مجموعة من المهتمين بعالم الطفولة مع حلول عطلة الربيع لكي يتسنى تنظيم ورشات لفائدة هذه الشريحة، باعتبار أن البيئة عنصر مهم. علما أنه سبق لمكتبة "كان يا مكان" لقصر الثقافة أن نظمت برنامجا حول الكتاب والقراءة في العطلة الشتوية الماضية. وشهدت التظاهرة التي احتضنها فضاء مليء بالأشجار تخصيص جناح للمساحات الخضراء لقصر الثقافة تحت إشراف السيد عبد المجيد علام، مختص في علم الزراعة، والذي أكد ل"المساء" أنه فضاء يتعلم من خلاله الطفل كيف تنمو النبتة، ليتعلم بموجب ذلك الحفاظ على البيئة، مما يقوده نحو اكتساب تربية بيئية منذ الصغر. وعلق محدثنا قائلا: "إن التربية البيئية تبدو غائبة في وسط الأطفال، تبعا لما كشفته لي الأسئلة التي يطرحونها علي، والتي تدل على عدم وجود علاقة بينهم وبين الطبيعة، وذلك مرده إلى افتقار الكبار إلى الوعي بأهمية الاهتمام بالبيئة والعناية بها، الأمر الذي يتطلب تكرار مثل هذه المبادرات"، كما أشار عبد المجيد علام إلى أنه يستحسن تنظيم مثل هذه التظاهرات في الهواء الطلق، لأن الطفل لديه فضول وطاقة يحفزان لديه الرغبة في الغرس والسقي.
التكنولوجيات الحديثة أبعدت الطفل عن الطبيعة وفي إطار تكريس الاهتمام بالفضاء الأخضر دائما، شارك المركز الوطني للتكوينات البيئية لدار دنيا بتنظيم ورشة البستنة بغرض تعليم الأطفال طرق البذر والسقي مع اقتراح عتاد خفيف سهل الاستعمال ومعقول الأسعار، وذكرت في هذا السياق السيدة رجاء سويح، مسؤولة فرع البستنة مع الأطفال على مستوى المركز الوطني للتكوينات البيئية لدار دنيا، "أن إعادة ربط الطفل بالطبيعة هدف رئيسي نسعى وراء تحقيقه بعد أن لاحظنا أن طفل اليوم أخذ يبتعد عن الطبيعة التي هي مصدر الحياة في ظل وجود البدائل التكنولوجية الحديثة التي سيطرت على عقله.. ولكبح جماح هذه الظاهرة في وسط الأطفال سطرنا برنامجا طويل الأمد، أساسه توعية أجيال المستقبل بأهمية الاحتكاك بالبيئة والحفاظ عليها". ويشاطرها الرأي السيد رابح حملات المدير التجاري لإيديكلتور والذي أشرف على عرض مجموعة من الألعاب والكتب التي يتعلق بعضها بالبيئة، حيث صرح: "ساهمت التكنولوجيات الحديثة إلى حد كبير في تخلي الأطفال عن المطالعة، لاسيما وأن الكبار لا يعطون مثالا للصغار في هذا المجال، إضافة إلى نقص دور الإعلام في هذا الجانب، لهذا نطمح من خلال المشاركة في مثل هذه التظاهرات إلى تحبيب الكتاب للأطفال وحثهم على مطالعته باعتباره أحسن وسيلة معرفية". ومن جهتها شاركت جمعية الطفولة السعيدة لغرداية من خلال تنظيم ورشتي الشطرنج والمطالعة، حيث شكلت تظاهرة البيئيون الصغار - وفقا لما أدلى به أحد أعضاء الجمعية السيد مسعود بهون - محطة لنقل التظاهرة التي تجمع الطفل مع الكتاب في 25 مارس من كل سنة بغرداية، على أمل أن يتسنى تعميم هذه التجربة على المستوى الوطني مستقبلا، وهو ما تصبو إليه جمعية الطفولة السعيدة التي باشرت - رغم افتقارها إلى ممول - محاولات في هذا الإطار عن طريق الاتصال بوزارة الثقافة والتحضير لتنظيم ملتقى مغاربي حول الطفل والكتاب في آفاق 2010 . وبواسطة عرض صور حول طرق الغرس، أنواع النباتات، حياة الديناصورات وبعض الكتب، حاول السيد عبد المطلب بوروينة، مسؤول دار الشطار بالبليدة تمرير رسائله الرامية إلى التأكيد على ضرورة تكوين حس بيئي في الوسط الاجتماعي، وأشار في هذا الخصوص إلى أن المساهمة في التربية البيئية للأطفال مطلب ملح يرتكز على قاعدة إعادة ربط العلاقة مع الأرض للتصدي لخطر اختلال التوازن البيئي، الذي يهدد صحة وحياة أجيال المستقبل. ويذكر أن هذه التظاهرة تسمح للأطفال بالاستفادة من أفلام وثائقية حول البيئة وقراءة محورية حول الوقاية والمحافظة على البيئة مصحوبة بحوارات وأعمال تطبيقية. إلى جانب المشاركة في إنجاز جدارية بيئية حول تسيير النفايات مع أطفال مكتبة "كان يا مكان"، تنتهي بتوزيع جوائز على الأطفال المشاركين.