يحتضن قصر الثقافة إلى غاية 26 ديسمبر الجاري فعاليات الأسبوع البيداغوجي والثقافي "الطفل واللعبة" وذلك بمبادرة من مكتبة "كان يامكان"، المناسبة ستكون فرصة للصغار لاكتشاف المحيط واكتساب المعارف من خلال طرق بيداغوجية جميلة وسلسة. الفعاليات انطلقت أول أمس وستستقبل الجمهور الصغير يوميا من الحادية عشر صباحا إلى الرابعة مساء. يتضمن برنامج الفعاليات التي تجري بإحدى القاعات الكبرى (الطابق الأول) بقصر الثقافة مفدي زكريا تنصيب عدة ورشات منها "ورشة الألعاب"، "ورشة الرسم والتلوين" و"ورشة الألعاب الجماعية" و"المكتبة" وتحرص كل هذه الورشات على أن تقدم مادتها العلمية والمعرفية بأساليب الترفيه واللعب باعتبار أن هذا الأخير له تأثيره المباشر على التطور الجسدي والعقلي والنفسي والاجتماعي للطفل. التظاهرة تهدف إلى تعليم الطفل التسلية أي إعطائه دروسا ومجموعة من القيم تلازمه مدى حياته منها احترامه للقواعد العامة واحترام قواعد اللعب وخلق جو مشترك مع الآخر من خلال اللعب، علما أن الطفل يكتشف العمل الجماعي وقيمة التعاون من خلال اللعب وبالتالي يسعى إلى تجسيده أكثر فأكثر. في حديثها ل"المساء" أشارت منظمة التظاهرة والمشرفة على مكتبة "كان يا مكان" جان أحمد سامية أن هذه الورشات تجذب كثيرا الأطفال وهي مؤطَّرة من طرف أخصائيين وليست مجرد ترفيه أو لعب عشوائي لملء فراغ العطلة الشتوية وهي تمس أغلب الفنون والعلوم منها تعليم اللغة، الخط، القراءة، البيولوجيا. ما يميز التظاهرة هو الحضور المكثف للأطفال والتلاميذ عكس مكتبة قصر الثقافة مثلا الملتزمة فقط مع المسجلين بها. من بين الورشات التي تستقطب الأطفال ورشة "اللعب المركبة" وورشة "الحكايات" التي تديرها السيدة براحم نورة، علما أن حلقة الحكاية تضم 10 أطفال تقوم فيها السيدة بالقراءة من الكتاب أو حفظا وتجعل الصغار يتفاعلون معها طوال الوقت لاستخراج مواهبهم ومعلوماتهم الخاصة عن موضوع القصة. كما يتم بالتظاهرة بيع الكتب، علما أنها تخضع لتخفيضات مهمة. أكدت جان أحمد سامية ل"المساء" أن العطلة لا تعني فقط اللعب والنزهة (كما تعودت العائلات الجزائرية)، بل لابد لها أن ترتبط بتظاهرات ثقافية ذات معنى وأهداف بيداغوجية وعلمية هامة، بالمناسبة قدمت المتحدثة بعضا من المشاريع التي أشرفت عليها من خلال مكتبة "كان يا مكان" والتي تجسدت أكثر في شهر الطفولة جوان حيث قدمت مسرحية حققت نجاحا واسعا، إضافة إلى مشروع استضافة فنانة تشكيلية محترفة من الشيلي لمدة 3 أشهر كونت الصغار وجعلتهم يرسمون لوحات زيتية يكاد الرائي لا يصدق أنها لبراعم تعرض بهذه التظاهرة. للتذكير شهد اليوم الأول من التظاهرة عرض مسرحية قصيرة وعرض لمجموعة صوتية لمدرسة زواوي محمد بعين المالحة. أما يوم أمس فكان خاصا بألعاب الفيديو ولورشة الكتابة بعنوان "أعرني ريشتك" كما تتواصل اليوم "ألعاب القصة" خاصة لعبة السنة و"سؤال وجواب" و"لعبة إعادة تركيب الصور" و"لعبة المونوبولي"، اضافة الى اللعب الجماعية كلعبة الحروف والشطرنج (لتقوية الذاكرة والتركيز) وتركيب الصور. يوم غد سيكون لقراءة التاريخ والقصص والألعاب التثقيفية. اليوم الخامس سيكون بالشراكة مع متحف الفنون الجميلة لتنشيط ورشة الرسم كما سيتم استضافة السيد باباسي لسرد بعض الحكايا الشعبية. في اليوم السادس سيكون المجال للمسرح والغناء ولعروض متحف الفنون الجميلة اليوم الأخير سيخصص لمسابقة الألعاب. من بين المشاركين في التظاهرة "دار الشطار" والفيدرالية الجزائرية للشطرنج، ومتحف الفنون الجميلة، ومدارس زواوي محمد ببئر خادم، ورمضاني 2، وبوقطاشي ببوفاريك. للتذكير فإن طبعة السنة الفارطة كانت بعنوان "صديقي الكتاب" وعرفت نجاحا كبيرا.