اعتمد مجلس الأمن الدولي، بشكل رسمي، الرسالة التي بعث بها الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي إلى رئيس المجلس الاممي حول "ظروف وخلفيات العدوان العسكري المغربي على منطقة الكركرات في 13 نوفمبر الجاري". وأكد الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي في رسالته أن العملية العسكرية التي نفذها الجيش المغربي ضد المدنيين الصحراويين بمنطقة الكركرات "عمل عدواني وانتهاك صارخ لوقف إطلاق النار.. ينبغي على الأممالمتحدة ومجلس الأمن إدانته بأقوى العبارات"، موضحا أن "قوات الجيش الصحراوي ردت على هذا العدوان من خلال الاشتباك مع القوات المغربية دفاعاً عن النفس ولحماية المدنيين". وبينما حمل الرئيس الصحراوي، دولة الاحتلال المغربي "المسؤولية الكاملة عن عواقب عمليتها العسكرية"، دعا الأممالمتحدة إلى "تدخل عاجل لوضع حد للعدوان المغربي ضد الشعب الصحراوي وأرضه". وقال إن "هذا العمل العسكري الذي جاء عشية التواصل الذي كان مقررا بين الأمين العام الأممي وجبهة البوليزاريو، يدل بوضوح على أن العملية هي عمل عدواني مبيت من جانب دولة الاحتلال لنسف الجهود الرامية إلى نزع فتيل التوتر وتهدئة الوضع في منطقة الكركرات". وهو ما جعله يؤكد أن "دولة الاحتلال المغربي قوضت من خلال هذه العملية العسكرية بشكل خطير، ليس فقط وقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية ذات الصلة، ولكن أيضا كل فرصة للتوصل إلى حل سلمي ودائم لمسألة إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية". من جهته، استنكر الممثل الصحراوي لجبهة البوليزاريو بالعاصمة الفرنسية باريس محمد سيداتي، سياسة فرنسا و"انحيازها الأعمى" لصالح المغرب الذي يؤخر ويعقد "مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي". وندد سيداتي عقب المظاهرة الكبيرة التي نًظمت، أول أمس السبت، في باريس بالعدوان المغربي على مدنيين صحراويين في الكركرات، ودعا الأممالمتحدة للتحرك لإجبار المغرب على الامتثال للقانون الدولي. وقال أن "فرنسا بانحيازها إلى جانب المغرب، تؤخر وتعقد مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية وتمنع التوصل إلى حل عادل من خلال استفتاء لتقرير المصير". وأشار المسؤول الصحراوي إلى أن "فرنسا ستكون رابحة من خلال تبني موقف أكثر حيادية وتوازنا ازاء مسألة الصحراء الغربية بدلاًمن التحيز الأعمى"، داعياً إياها إلى "التوقف عن اتخاذ موقف متحيز يعارض القانون الدولي وحل عادل وسلمي". وقال إن تجمع جمعيات الجالية الصحراوية في فرنسا بدعم من أرضية التضامن مع شعب الصحراء الغربية، يطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الذي اضحى أمرا ضروريا لإرساء القانون وإعادة إقرار الشرعية الدولية. وأضاف "أن التجمع في ساحة الجمهورية بباريس، نُظم بدعوة من تجمع جمعيات الجالية الصحراوية في فرنسا وأرضية التضامن مع شعب الصحراء الغربية"، متطرقا إلى "حدث مهم "يميز" وحدة وتماسك الشعب الصحراوي. للإشارة، فقد عرفت المظاهرة مشاركة أعداد كبيرة من المتضامنين مع عدالة القضية الصحراوية والمؤمنين بالنضال المشروع للشعب الصحراوي والذين جددوا التأكيد على دعمهم الكامل لأهداف جبهة البوليزاريو في تقرير المصير والاستقلال. ومع استمرار الحركة التضامنية في الخارج مع الشعب الصحراوي، تواصل وحدات الجيش الصحراوي هجماتها على طول الجدار العسكري بالكركرات، مستهدفة مواقع وتخندقات قوات الاحتلال المغربي. وفي بيانها العسكري رقم 16 أكدت وزارة الدفاع الصحراوية أن "ليلة الجمعة إلى صباح السبت شهدت هجمات عنيفة نفذتها طلائع النصر والكرامة، مستهدفة جحور جنود الاحتلال المختبئين خلف جدار الذل والعار"، مؤكدة أن قوات الاحتلال المغربي "تكبدت خسائر ضخمة في الأرواح والمعدات على طول جدار الذل والعار". ويبدو أن قوات الاحتلال ترد على هذه الخسائر بشن حملات انتقامية ضد الصحراويين في المدن المحتلة، بدليل اعتدائها ليلة السبت إلى الأحد على المناضل الصحراوي علي سالم التامك في منزله بمدينة العيون المحتلة. وهو ما أسفر عن إصابة المناضلة جميلة الحسين المجاهيد على مستوى اليد.