تعهد المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بإعطاء ولاية بجاية الأولوية في برنامجه الرئاسي القادم في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية القادمة، معلنا عن برنامج تنموي خاص بهذه الولاية التي تسببت الأحداث الأليمة التي عرفتها في أفريل 2001 في تأخيرها نسبيا عن مسار التنمية الوطنية. وفي هذا الإطار قال المترشح في تجمع شعبي نشطه بالقاعة متعددة الرياضات في إطار اليوم السابع للحملة الانتخابية، مخاطبا سكان بجاية "لقد غضبتم علينا قليلا وتغيبتم علينا" في إشارة إلى التأخر الذي عرفته الولاية بشكل خاص ومنطقة القبائل بشكل عام بفعل أحداث "الربيع الأسود"، مستطردا بالقول بأن "الجزائر تنتظركم، وبحاجة إلى من يحبها مثلما يحبها أهل بجاية". وأضاف المترشح مخاطبا الجماهير التي جاءت لاستقباله ببجاية بأنه "من الضروري أن نعترف بأننا مررنا بلحظات قاسية على بلادنا وشعبنا تذكرنا بأولئك الضحايا الذين سقطوا في 2001، للترحم على أرواحهم"، داعيا إلى طي صفحة الماضي وكتابة صفحة جديدة، "لأن الجزائر لا يمكنها أن تكون بدون بجاية ولا بجاية يمكنها أن تكون دون الجزائر" وبالمناسبة أعلن السيد بوتفليقة عن برنامج تنموي خاص بهذه الولاية، مؤكدا بأن الغلاف المالي المخصص لهذا البرنامج موجود، وينتظر فقط من يجسده، وحرص في هذا السياق على التأكيد بأن إعلانه عن هذا البرنامج لا يتعلق بوعد انتخابي فحسب وإنما هو حقيقة ملموسة، يستدعي تجسيدها "الصبر فقط لبضعة أيام" في إشارة إلى الأيام التي تفصل عن موعد الحسم الانتخابي، مشيرا إلى أنه اليوم لا يملك سلطات التنفيذ باعتباره مترشحا كغيره من المترشحين للانتخابات الرئاسية القادمة، قائلا "اليوم أنا الذي إحتاج إليكم". كما أوضح المترشح أن تنفيذ البرنامج التنموي الخاص ببجاية يستدعي وجود مؤسسات قادرة ومستعدة لتطبيقه على المستوى المحلي. وبعد أن ذكر بأن الجزائر في حاجة إلى الأمن والأمان وشيء من حب الوطن وإلى برنامج لتنميتها، مؤكدا بأن المصالحة الوطنية تقتضي المصالحة مع الذات، وأن الجزائر مستعدة لتوفير كل الإمكانيات لتنمية مناطقها، وتحسين ظروف معيشة مواطنيها، أشار المترشح إلى أن برنامجه معروف وتتحدث عنه الإنجازات المحققة في السنوات العشر السابقة، وأنه مستعد لدعمه وتعزيزه إن أراد الشعب الجزائري اختيار "الاستمرارية"، قائلا "حجر على حجر واليد باليد نبني الوطن"، في إشارة إلى أن بناء الجزائر يتم بالتدريج وبالاستمرارية. ولدى تطرقه إلى جانب الهوية جدد السيد بوتفليقة التأكيد على أن كل الجزائريين أمازيغ وعرب ومسلمون، مخاطبا سكان بجاية في هذا الصدد بقوله "إذا كنتم تعتبرون أنفسكم أمازيغ أكثر من غيركم فإن الجزائر كلها أمازيغ من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها"، مضيفا بأن "الجزائر التي نحلم بها جميعا هي الجزائر القوية والآمنة، وجزائر لا يظلم فيها أحد". وأبرز المترشح بوتفليقة المكانة الأساسية التي أصبحت تحتلها المرأة في المجتمع الجزائري، بعد أن فرضت دورها البطولي في مقاومة الاستعمار الفرنسي مثلما هو شأن البطلة الخالدة "لالا نسومر" وغيرها من شهيدات ومجاهدات ثورة التحرير المجيدة، وفي حين أكد بأن المرأة الجزائرية نالت من الحظوظ ما نالته من حقوق أعطتها لها الدولة الجزائرية، شدد على ضرورة أن يتأقلم المجتمع مع الوضعية الجديدة للمرأة الجزائرية، لاسيما وأنها أصبحت تحتل الأغلبية في كل الميادين، من نتائج البكالوريا إلى الجامعات وإلى مختلف أطوار التعليم والقطاعات الأخرى، وتعهد في هذا الصدد بالعمل على ضمان الحقوق السياسية للمرأة، قائلا "سأكون بالمرصاد أمام الإدارة والأحزاب السياسية حتى تنال المرأة مسؤوليات انتخابية". وإلى ذلك أكد المترشح بأن مشاكل منطقة القبائل لا تنحصر في مشاكل المرأة فحسب وإنما تتعدى ذلك إلى مشاكل الشباب والبطالة والسكن والصحة والتزويد بالغاز الطبيعي وبالماء الشروب والكهرباء، وهي المشاكل التي تعني كل الجزائريين ويسعى المترشح بوتفليقة إلى التكفل بها من خلال برنامجه الرامي إلى دعم الإنجازات والمكاسب المحققة في مختلف مجالات التنمية. المترشح المستقل الذي انتقل من بجاية إلى ولاية جيجل، حيث سار على طول نهج الأمير عبد القادر لتحية الجماهير التي جاءت إلى وسط المدينة لتعبر عن مؤازرتها له. جدد أمس دعوته للشعب الجزائري برمته، لضرورة الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم التاسع أفريل القادم، "والتصويت بكل حرية"، قائلا مخاطبا الجماهير أن "الاستقرار السياسي يقتضي مساهمتكم في الديمقراطية، فاختاروا من تريدون واختاروا الذي يعمل معكم من أجل خير الجزائر"، كما أكد أن الجزائر بحاجة إلى سلطة قوية للدفاع عن مصالحها ومصالح شعبها في الخارج، ولذلك ينبغي أن يقوى صوتها بأصوات الناخبين يوم 9 أفريل المقبل.