اختارت جمعية "المشاة الهواة لمدينة الورود" بالبليدة هذه السنة، أن تحتفل باليوم العالمي للجبل، الذي يصادف تاريخ 11 ديسمبر، تسليط الضوء أيضا على المناسبة التاريخية ال60 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، حيث سطرت عددا من البرامج المخلدة لهاذين الحدثين الهامين. جاء الاحتفال باليوم العالمي للجبل، حسب رئيس الجمعية أحمد شحمي، هذه السنة، تحت شعار "وقفة مع جبالنا"، تم من خلاله التذكير بأهمية هذه الجبال في حفظ التوازن البيئي، بالنظر إلى ما تحويه من تنوع في الغطاء النباتي والحيواني، من جهة، والدور الذي لعبته إبان الاستعمار الفرنسي، حيث كانت بمثابة الملاجئ التي احتضنت الثورة والثوار وشهدت معارك طاحنة. بالمناسبة، يشير المتحدث إلى أنه تم إطلاق حملة تشجير واسعة لغرس 350 شجيرة ببلدية الشريعة، وبالضبط في المنطقة المسماة "40 واليا"، حيث عرفت مشاركة كل من الحظيرة الوطنية للشريعة، ومحافظة الغابات للمنطقة، التي رحبت بمثل هذه المبادرات التي تهدف إلى تثمين دور البيئة، والرفع من مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على هذا المخزون الطبيعي، الذي يلعب دورا هاما في دعم السياحة الإيكولوجية. عرفت التظاهرة حضور عدد كبير من المشاركين من حبي الطبيعة، من مختلف الأعمار، قدر بحوالي 150 مشارك، أبوا، حسب المتحدث، إلا أن يشاركوا كلهم في عملية غرس الأشجار، وعلى الرغم من برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة في أعالي منطقة الشريعة، غير أن الرغبة في تقديم خدمة للبيئة والمساهمة في الحفاظ عليها، ولو بغرس شجرة واحدة، أنست المشاركين برودة الجو، يقول رئيس الجمعية، مضيفا: "حيث تم بعد الانتهاء من عملية الغرس، القيام بخرجه راجلة بوادي بلاط، شارك فيها حوالي 67 عضوا قطعوا مسافة 15 كلم، وكانت الفرصة مناسبة للبعض، لالتقاط عدد من الصور التذكارية التي تزامنت وسقوط أولى حبات الثلج على مرتفعات الشريعة، واستنشاق كمية وافرة من الهواء النقي الذي ينعش الرئتين ويبعد عنهما شبح فيروس كورونا". على صعيد آخر، أوضح المتحدث بأن الجمعية حاولت هذه السنة، من خلال إحياء اليوم العالمي للجبل، التأكيد على البعد التاريخي لمظاهرات 11 ديسمبر، حيث قدم بالمناسبة، الأستاذ خالد طالب، باحث في التاريخ، البعد القيمي لهذه المحطة التاريخية الهامة التي، حسبه، "كان لها دور بارز في تدويل القضية الجزائرية، وفضح ممارسات المستعمر الغاشم "، مشيرا إلى أن المشاركين في التظاهرة، استفادوا من معلومات تاريخية هامة حول هذه المحطة الفاصلة في تاريخ الجزائر. في السياق، أوضح المتحدث "بأن ‘جمعية المشاة الهواة لمدينة الورود'، تحاول من خلال الاحتفال بمختلف المناسبات المرتبطة بالبيئة على المستوى الشخصي، إشباع شغف المنخرطين فيها من محبي الطبيعة والمغامرة لكل ما هو استكشاف، والهروب من الروتين اليومي، من خلال التأمل في جمال البيئة والتواجد بين أحضانها، خاصة في بيئة ولاية البليدة الساحرة، مشيرا بقوله في سياق ذي صلة: "على الصعيد العام، نسعى من خلال نشاطاتنا، إلى فرض احترام النظام الإيكولوجي، بتنظيم مختلف الحملات تحسيسية".