تلقت قوة "بارخان" الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل الإفريقي ثاني ضربة موجعة في أقل من أسبوع بمقتل اثنين من جنودها من بينهما امرأة في انفجار لغم تقليدي استهدف عربتهم المدرعة بمالي وذلك بعد مقتل ثلاثة جنود الاثنين الماضي في ظروف مماثلة. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها، أمس، إن الرئيس إيمانويل ماكرون "علم ببالغ الحزن" بمقتل الجنديين إيفون هوين ولويك ريسير بمنطقة ميناكا في شمال شرق مالي والمنتميان للفوج الثاني من الخيالة في هاغونو قرب ستراسبورغ بشرق فرنسا. وأضافت أن مركبة مدرعة خفيفة من نوع "في. بي. إل" تعرضت أول أمس السبت "لهجوم بعبوة ناسفة خلال مهمة استخباراتية واستطلاعية" بمنطقة ميناكا المالية أسفرت أيضا عن إصابة جندي ثالث بجروح وصفتها بغير الخطيرة. وتعد الجندية إيفون هوين البالغة من العمر 33 عاما وأم لطفل أول امرأة في الجيش الفرنسي تقتل في منطقة الساحل الإفريقي منذ إطلاق باريس لعملية "سيرفال" عام 2013 والتي حولتها فيما بعد إلى عملية "بارخان"، ليرتفع بذلك عدد القتلى في صفوف القوات الفرنسية المنتشرة في هذه المنطقة الافريقية المضطربة إلى 50 جنديا. ويأتي هذا الهجوم الدامي، خمسة أيام بعد هجوم مماثل راح ضحيته ثلاثة جنود فرنسيين كانوا في دورية بوسط مالي تبنته ما يعرف باسم "مجموعة الدعم للإسلام والمسلمين" المنتمي لتنظيم "القاعدة" الإرهابي. وبينما جدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عزم فرنسا على مواصلة معركتها ضد الإرهاب، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي إن "اندفاع الجنود الفرنسيين وتفانيهم وروحهم القتالية لا تزال على حالها ضد الجماعات الإرهابية وشبكات "داعش" و"القاعدة" التي تبث الرعب والفوضى في مالي والساحل". ويأتي الهجومان ضد القوات الفرنسية في منطقة الساحل في وقت أبدت فيه فرنسا التي تعتزم التقليص من تعداد جنودها انفتاحا على اجراء مفاوضات مع مجموعات مسلحة في المنطقة باستثناء من تنظيمي "داعش" والقاعدة".