جددت الجزائروموريتانيا إرادتهما لتعزيز التعاون الثنائي، خصوصا في مجال الصحة إثر زيارة عمل قام بها وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أول أمس، على رأس وفد هام. والتقى بن بوزيد مع الوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال ووزير الصحة الموريتاني نذيرو ولد حامد، الذي عقد معه جلسة عمل تناولا خلالها مختلف المجالات التي تهم القطاع بالبلدين، فضلا عن الاتفاق على التوقيع على اتفاقية في مجال الصحة قريبا. ودعا وزير الصحة الموريتاني إلى ضرورة وضع تنظيم موضوعاتي لمختلف المجالات، خصوصا اصلاح المستشفيات وإنتاج الأدوية، مؤكدا على ضرورة التعامل مع الجزائر في هذا المجال كبلد شقيق وبحكم المسافة بدلا من اقتناء هذه المواد الاساسية من بلد أجنبي. وشدد، من جهة أخرى، على ضرورة تعزيز التعاون في مجالات التكوين والصيانة والبحث العلمي مع تبادل الخبرات في مجال المعطيات الصحية التي تخص البلدين، مشيرا إلى وجود اختلالات في أجهزة الاوكسجين خلال فترة الوباء، حيث اقترح في هذا الصدد إنشاء وحدة انتاج لهذه المادة الحيوية ببلده، فضلا عن إنشاء مستشفى جامعي وإعادة تفعيل اتفاقية التعاون المبرمة بين البلدين في سنة 2012. وأبدى البروفسور بن بوزيد استعداد الجزائر لتقديم المساعدات اللازمة للشقيقة موريتانيا في المجال الصحي ليس لمواجهة جائحة كورونا فحسب، بل لتعزيز التعاون على المدى المتوسط والبعيد. كما عرض الطاقم الطبي المتكون من أعضاء اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، كل ما قامت به السلطات الجزائرية لكبح الفيروس وتكييف الوسائل مع تطورات الوضع. وعرض الطاقم الطبي الموريتاني من جهته مختلف "العراقيل" التي واجهت التكفل بالجائحة في مقدمتها "النقص الفادح" في العلاج بمادة الاوكسيجين، حيث عبر الوزير الموريتاني عن إرادته في إنشاء وحدة إنتاج لهذه المادة الحيوية. كما دعا وزير الصحة الموريتاني نظيره الجزائري إلى "مساعدة بلده" لإطلاق نظام رصد ومراقبة الاوبئة وذلك بحكم تجربتها الرائدة في هذا المجال، إضافة إلى دعم التعاون الثنائي في مجال إصلاح المستشفيات والتكوين والبحث العلمي والصيانة وتبادل المعطيات في المجال الصحي. واعتبر السيد نذير وولد حامد أنه من الأهمية بمكان الاعتماد على الجزائر في اقتناء الادوية، بدلا من اللجوء إلى دول أجنبية أخرى، داعيا إلى "ضرورة انشاء أفواج عمل" تحدد مختلف مجالات التعاون في القطاع الصحي. من جهته، شدد الوزير المنتدب المكلف بإصلاح المستشفيات على وضع العنصر البشري في مقدمة اهتمامات القطاع الصحي بالبلدين والذي بدونه لا "يمكن تحقيق أي تقدم في الميدان"، مؤكدا بأن التضامن بين البلدين الشقيقين الجزائروموريتانيا "أحسن التزام لتطوير العلاقات". بدوره، أكد البروفسور بن بوزيد استعداد السلطات الجزائرية لمساعدة موريتانيا وتقديم كل الدعم لها للنهوض بالقطاع الصحي. يذكر أن وزير الصحة كان مرفوقا خلال هذه الزيارة بأعضاء من اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا وطاقم طبي مختص وتقنيين سيمكث بموريتانيا لمدة 15 يوما، حيث يقوم خلالها بمساعدة نظرائه في التكفل بالمصابين بفيروس كورونا، إلى جانب حمولة تتمثل في مساعدات من العتاد والمستلزمات الطبية للوقاية من هذا الوباء.