عبّر عشرات المواطنين المقيمين بمنطقة جبلي أحمد المعروفة محليا بالكانطولي ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، عن استيائهم الشديد من الوضعية التي يعيشونها في ظل غياب التهيئة عن حيهم، وكذا قنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية، وغيرها من الضروريات التي انتظروا الاستفادة منها لسنوات طويلة. طرح سكان الحي المذكور العديد من الانشغالات والمطالب، مغتنمين زيارة الوالي البلدية الأسبوع الفارط، وحيّهم، وبالتحديد بعد عدة احتجاجات، من أجل الوقوف على مدة تنفيذ العديد من المشاريع التنموية بالبلدية، حيث تطرق السكان لمشكل التهيئة الخارجية، ومد قنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، وكذا الإنارة العمومية، وغيرها من المطالب والانشغالات، التي بسبب غيابها يعيش السكان وضعية صعبة؛ إذ أكد المشتكون أن غياب واهتراء قنوات الصرف الصحي في أغلب منازل الحي، حوّل حياتهم إلى كابوس حقيقي، خاصة أنها باتت أمرا ملحّا في هذا الظرف الذي تشهده البلاد مع جائحة كورونا، بالإضافة إلى أن الحي في توسع مستمر، وهو ما أدى بهم إلى الاستعانة بالطرق البدائية، المتمثلة في الحفر، وربطها بأنابيب بلاستيكية، ساهمت، بشكل كبير، في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي نغّصت حياة السكان. وأضاف قاطنو حي جبلي أحمد المحاذي للطريق الوطني رقم 27 في حديثهم إلى الوالي، أن وضعيتهم زادت سوءا بسبب لا مبالاة مسؤولي البلدية، من أجل إيجاد حل لهم رغم الشكاوى والمراسلات المتكررة وحتى الاحتجاجات، لوضع حد لمشاكلهم، وفي مقدمتها التهيئة الخارجية، وردّ الاعتبار للطرق الثانوية المؤدية إلى هذا الأخير؛ لأن جلها مهترئة، وتعرف وضعية سيئة؛ الأمر الذي أثر سلبا على تنقلاتهم اليومية إلى الأحياء المجاورة، أو حتى البلدية الأم لقضاء حوائجهم، مؤكدين أن أغلب الطرق المعبَّدة كانت بمبادرات محسنين وشباب الحي، الذين سئموا وعود المسؤولين. كما تساءل المشتكون عن سبب عدم تخصيص ميزانية لشبكة الطرقات الداخلية، التي تغرق حاليا في الأوحال نتيجة الأمطار المتهاطلة مؤخرا. وأثار سكان الحي الذي يعرف تزايدا ديموغرافيا كبيرا طيلة السنوات الأخيرة بعد أن وصل عددهم إلى قرابة 10 آلاف نسمة على لسان رئيس جمعيتهم، أثاروا مشكل المؤسسات التربوية؛ إذ أكدوا أن أبناءهم يعانون بسبب الضغط الكبير الذي تشهده الابتدائيات بالحي، والحال كذلك بالنسبة لغياب المتوسطات؛ إذ يضطر تلاميذ الحي لقطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب متوسطة لغيابها عن حيهم، متحدثين عن غياب المرافق الضرورية الأخرى، وعلى رأسها المؤسسات الصحية؛ حيث طالب المشتكون بإعادة فتح قاعة العلاج التي دُشنت السنة الفارطة، ثم أغلقت أبوابها بسبب انعدام التدفئة بها، مشددين على ضرورة إعادة فتحها، خاصة أنهم يعانون الأمرّين بسبب غياب العلاج عن حيهم؛ ما يضطرهم للتنقل إلى البلدية الأم من أجل الاستطباب. واشتكى السكان من غياب الإنارة العمومية على مستوى حيهم بسبب تأخر المصالح المختصة في القيام بدورها كما ينبغي، لتركيب المصابيح؛ حيث أكدوا أنهم يضطرون للتنقل في الظلام الدامس لشراء حاجياتهم، وهو الأمر الذي زاد معاناتهم وتخوفهم من السرقة والسطو ليلا. ومن جهته، الوالي بعد استماعه للانشغالات والمطالب التي رفعها السكان، طالب جمعية الحي بمساعدة السلطات في توقيف التوسع العمراني الفوضوي، خاصة أن الكانطولي من أكبر الأحياء الفوضوية بحامة بوزيان، فيما انتقد الوالي بحدة التوسع العمراني الفوضوي بالحي، الذي تَسبب في حرمان سكانه من العديد من المشاريع، وفي مقدمتها التربوية. وقد طالب بعد إثارة النقائص من قبل السكان، السلطات البلدية بإنجاز دراسة تقنية شاملة للتجمع؛ حتى يتسنى تسجيل مشروع بشكل دقيق، للتكفل بالتهيئة، التي تُعد من ضمن الأولويات. أما عن مشكل المؤسسات التربوية فيُنتظر أن يسجَّل بالحي مشروعان لإنجاز توسعة لابتدائية، فضلا عن متوسطة، حيث أمر الوالي رئيس جمعية الحي بمساعدة المصالح المعنية، من خلال إعادة تصنيف إحدى الأرضيات الفلاحية لإنجاز مشروع متوسطة.