أشاد المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس من الشلف بدور الجيش والشرطة وقوات الدفاع الذاتي في حماية المواطن وممتلكاته والحيلولة دون انهيار الدولة، مثمناً صمود أبناء منطقة الشلف أمام الكوارث الطبيعية والإرهاب، مؤكداً مضيه قُدُماً في طريق تحقيق التنمية والسلم الشاملين، وواعدا إياهم بمسح آثار المساكن الهشة والأكواخ وتحسين الإطار المعيشي، لكن بطريقة تدريجية، داعيا إلى عدم تسييس الاحتياجات الضرورية للمواطنين. وخاطب السيد بوتفليقة الحضور في لقائه الجواري التحسيسي بالمركز الثقافي بمدينة الشلف أن هذه المنطقة الصامدة لم تتزعزع حتى بالزلزال الذي دمّر بها كل شيئ ذات يوم، وأنها عانت الكثير وذاقت الأمرين ردحاً من الزمن، منذ أيام الثورة مروراً بالكوارث الطبيعية، ثم مرحلة المأساة الوطينة التي كادت خلالها أن تنهار الدولة الجزائرية، لولا حماية الجيش والشرطة وقوات الدفاع الأخرى، وأثنى المترشح بوتفليقة على أهل الشلف وعلى صمودهم أمام محن العشرية السوداء التي كانت الشلف الولاية الأكثر تضرراً منها جراء ما فعله الإرهاب بها، قائلاً أن الجزائر"لن تنهار لا اليوم ولا غداً بفضل الشعب الجزائري. وأوضح السيد بوتفليقة في اليوم الثاني عشر من الحملة الانتخابية أنه من الواجب مقارنة الواقع اليوم بالحقبة الماضية التي ألقت بظلالها على الواقع المعيشي وكانت بسبب الكوارث الطبيعية والأبناء العاقين لوطنهم وأن ما تحقق بفضل الجهود المبذولة لم يأت من فراغ، وأن مشاكل المواطنين لا تحل دفعة واحدة مشدداً بالقول:"البعض يسيّس مشاكلنا وأمراضنا وآلامنا وحاجياتنا" مضيفا "نحن لا نسيّس هذه الاحتياجات وإنما نسعى تدريجيا إلى إيجاد حلول للمشاكل اليومية للمواطن من غاز وكهرباء وسكن وصحة وغيرها". وبشأن السكنات الهشة والأكواخ، ذكر المترشح بوتفليقة أن الدولة ستعمل على التكفل بحله نهائياً من خلال التخصيصات المالية، لكنه دعا المواطنين إلى عدم التعاون مع الجهات المعنية و"عدم المتاجرة" بذلك، خاصة في ولاية تعرضت لزلزال عنيف سنة 1980 كما عانت من ويلات الإرهاب خلال فترة التسعينات. مشيراً إلى أن الوطن يبنى "لبنة بلبنة"، قائلاً أن ظاهرة البناء الهش والفوضوي وغير المكتمل أضحى يشوه المنظر العام للمدن خاصة بالشلف التي تعرضت لزلزال ترك آثاراً كبيرة. وفي هذا السياق أكد السيد بوتفليقة على ضرورة "فسح المجال للمهندسين المعماريين وأهل الاختصاص لتسطير الحلول الملائمة لهذه الظاهرة". وربط المترشح بوتفليقة حل هذه الظاهرة "بمدى المساعدة التي يقدمها المواطن" داعيا المواطنين المالكين لهذا النوع من السكنات إلى "توضيب المظهر الخارجي لمنازلهم بما يتماشى مع المنظر العام للمدن" ومؤكدا "قدرة الدولة على دفع الثمن". لكنه ذكّر الحضور بأن الدولة "لا تملك خاتم سيدنا سليمان" في إشارة إلى الطلبات المتزايدة للمواطنين، مذكّرً الحضور بما استفادت به ولاية الشلف خلال العشرية الماضية من إنجازات، في قطاعات التربية، الصحة، الفلاحة، التعليم النقل وغيرها من الإنجازات المحققة خلال العهدتين بفضل برنامجه الذي قال بشأنه أنه لم يتغير وأنه "لا جديد إلا في ورشات الإنجاز في الميدان التي ستضاف إليها ورشات أخرى" وراح السيد بوتفليقة يجس نبض الحضور بشأن موعد التاسع أفريل القادم ويخيّرهم بين البرامج المطروحة، وأن يختار المواطن ما يناسبه، مشيراً أن مَن يريد تزكية الاستمرارية فإن "العنوان معروف"لتهتز بعدها القاعة بهتافات الحضور القائلة "بوتفليقة رئيسنا" وأنه هو العنوان الوحيد. وبعدها حل السيد بوتفليقة بعين الدفلى في استكمال للحملة الانتخابية التي عجت شوارعها بالمساندين والمتعاطفين، حيث قام المترشح بمصافحة المواطنين الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية والمداشر المجاورة في أجواء احتفالية رفعت خلالها صور بوتفليقة والأعلام الوطنية ولافتات تحمل عبارات الدعم والمساندة، خاصة بشارع الأمير عبد القادر الذي غص بالحضور وحتى العمال الصينيون فضلوا مشاركة الشعب الجزائري في هذا العرس التحسيسي، وكانت تشرئب أعناقهم نحو السيد بوتفليقة وتلوح أيديهم له بالتحية، حيث كان يترجل بالشارع ويحيي جموع المواطنين المصطفين على جانبي الشارع بيديه حينا ويتوقف حينا آخر لمصافحة بعضهم تلبية لنداءاتهم. للإشارة فقد رفع المواطنون عدة شعارات خلال حفل الاستقبال منها "مرحبا ببوتفليقة في عين الدفلى" و"الجزائر تناديك والشعب يزكيك" و"معا من أجل عهدة ثالثة لبوتفليقة" وكذا "بوتفليقة أمل الجزائر" و"مرحبا برجل السلم المصالحة الوطنية" وكان دوي البارود يقطع بين هنيهة وأخرى زغاريد النسوة وهتافات الحضور، ممتزجا بإيقاع موسيقى الفرق الفلكلورية التقليدية.