دعا المترشح عبد العزيز بوتفليقة،أمس، إلى عدم تسييس احتياجات المواطنين والمتاجرة بها وحلها تدريجيا، معتبرا أن الجزائر تبنى لبنة لبنة وأن المسؤولين لا يملكون خاتم سليمان لحل المشاكل بطريقة عاجلة، كما نوه من جهة أخرى، بدور الجيش الشعبي الوطني في إخراج البلاد من أزمة العشرية السوداء، مؤكدا أنه لولا جهود هذه المؤسسة لانهارت الدولة الجزائرية. أوضح المترشح عبد العزيز بوتفليقة خلال كلمة ألقاها بالمركز الثقافي لولاية الشلف، أن هذه الولاية "المنكوبة" قد عانت من عدة مشاكل طبيعية وأخرى، من صنع أبناءها الذين انشقوا عن الطريق، قائلا"لقد كانت الولاية الأكثر تضررا مما فعله الإرهاب ببلادنا". وفي هذا الصدد وجه بوتفليقة ّ"تحية عطرة" إلى أبناء الجيش الشعبي الوطني، وعناصر الأمن وقوات الدفاع الذاتي، على الجهود التي بذلوها من أجل حماية المواطنين، مضيفا "لولا الجيش الشعبي الوطني لانهارت الدولة الجزائرية التي لن تنهار اليوم ولا الغد بفضلكم جميعا". "شوية من عندكم وشوية من عندنا" وتوجه بوتفليقة إلى سكان ولاية الشلف ومن ورائهم كافة المواطنين الجزائريين بالقول "عانيتم الكثير وذقتم الأمرين في الزلازل والفيضانات ومن أبناءنا الذين خرجوا عن الصف وفعلوا فينا ما فعله السيد علي في الكفار"مضيفا "لا نحمل الأحقاد عليهم، ولكن نوكلوا عليهم الله". وعلى صعيد آخر، انتقد بوتفليقة عدم صبر المواطنين على المسؤولين، وترديدهم لكلمة "نحن مغبونون" واستعجالهم في تنفيذ المشاريع التنموية، معتبرا أن مثل هذه السلوكات من شأنها أن تحبط من معنويات المسؤولين وتحش أرجلهم-على حد تعبيره-، واعتبر بوتفليقة أن المسؤولين لا يملكون خاتم سليمان لحل مشاكل المواطنين بمعجزة، مشددا على أن الأمور يجب أن تبنى لبنة لبنة، حتى تتطور، مخاطبا المواطنين بالقول "شوية من عندكم وشوية من عندنا"، في خطوة لحث المواطنين على مساعدة المسؤولين من أجل أداء واجباتهم. لا لتسييس مشاكل المواطنين والمتاجرة بها وعلى ذكر اللبنات، انتقد بوتفليقة المساكن المشوهة للبلاد التي تنتشر بكثرة في ولاية الشلف جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 1980 داعيا إلى حل هذه المشكلة، وفق الحلول التي اقترحها المهندسون المعماريون، وطلب بوتفليقة من السكان تنظيم خارج الدار حتى يكون المنظر محترما من طرف الجميع، كما وجه بوتفليقة أيضا انتقاداته لأولئك الذين رفضوا التخلي عن منازلهم التي تحطمت بفعل الزلزال الذي ضرب المنطقة لمرتين، وإصرارهم على السكن في نفس المكان رغم توفر مساكان أخرى في أماكن متفرقة. وفي هذا الصدد شدد بوتفليقة على ضرورة عدم إدخال مشاكل المواطنين ضمن السياسة قائلا "البعض يسيس مشاكلنا وأمراضنا وآلامنا وحاجياتنا"، مضيفا "نحن لا نسيس هذه الاحتياجات وإنما نسعى تدريجيا إلى إيجاد حلول للمشاكل اليومية للمواطن من غاز وكهرباء وسكن وصحة وغيرها". مشاكل خطيرة خلال الثورة وبعدها وتطرق بوتفليقة على صعيد آخر، إلى خطورة المشاكل التي شهدتها المنطقة خلال ثورة التحرير، منوها في ذات السياق، بتاريخ الولاية الذي قال إنه يعرفه جيدا منذ عام 1954 عندما كان عمر محجوب قائدا عليها، مضيفا أنه كبقية الجزائريين تابع مشاكلها التي تعددت خلال ثورة التحرير عام 1954 وبعد الاستقلال، حيث قال "الشلف بلاد المجاهدين، صح، لكن وقعت فيها مشاكل خطيرة خلال حرب التحرير ألقت بظلالها حتى بعد الاستقلال". إذا كنتم ستنتخبون على الاستمرارية فالعنوان معروف وكان موضوع الانتخابات الرئاسية آخر ما تطرق إليه المترشح عبد العزيز بوتفليقة في كلمته، حيث أوضح أن برنامجه الانتخابي يقوم على أساس مواصلة المشاريع التنموية، مشيرا إلى أن ما تحقق خلال العشرية الأخيرة واضح أمام الجميع، مخاطبا المواطنين بالقول "إذا كنتم تريدون، سوف نستمر" وأضاف بوتفليقة أنه ليس لديه شيء جديد ليضيفه، وإنما هناك ورشات تم وضعها سيستمر العمل فيها مع زيادة أخرى جديدة. وقال بوتفليقة لمواطني الشلف ومن ورائهم كافة الجزائريين، إذا كنتم تريدون انتخاب الاستمرارية فإنكم تعرفون العنوان، ليتقطع هتافات القاعة كلامه بالإجابة الفورية "بوتفليقة ... بوتفليقة" وهو ما رد عليه المترشح بالقول أعرف أنكم تشبثتم حتى بالأكواخ بعد الزلزال وبالتالي عندما تقولوان إنكم ستنتخبون فلان فإنكم ستفعلون.