تشهد اشغال عملية اعادة النظر في المحيط الحضري بقرية البوعيش التابعة لبلدية سيدي دحو، الكائنة بالناحية الجنوبية لولاية سيدي بلعباس، على بعد 10 كلم، قفزة نوعية، حيث انطلقت عمليات انجاز مختلف المشاريع التنموية على قدم وساق. خاصة وان المنطقة عانت لعدة سنوات من غياب المرافق الضرورية التي طالما انتظرها اهالي القرية بشعف كبير، حيث استفادت القرية من عدة برامج تهدف الى دفع عجلة التنمية، يتصدر قائمتها مشروع ربط القرية بشبكة الغاز الطبيعي، وذلك ضمن استراتيجية توسيع سياسة التنمية المحلية بالمناطق النائية، الذي رصد له مبدئيا مبلغ مالي مقدر بمليار و200 سنتيم بغية الانطلاق الميداني في اشغال الجزء الاول من المشروع والذي تسير عملية انجازه بوتيرة جد جيدة، اذ بلغت نسبتها حوالي 50?، وكذا مشروعي المركز الصحي المتعدد الخدمات ومقر البلدية اللذين دخلا حيز الاستغلال في الآونة الاخيرة، ناهيك عن توزيع 14 محلا تجاريا من اصل 60 محلا استفادت منها القرية في اطار المخطط الخماسي لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية، بالإضافة الى العديد من المشاريع الاخرى التي لا تزال في طور الإنجاز، على غرار دار الشباب التي من المنتظر ان يتم تجهيزها بأحدث الوسائل، حيث بلغت تكلفتها الاولية 3 ملايير سنتيم، فضلا عن تخصيص غلاف مالي مقدر ب 100 مليون دينار قصد استكمال الشطر الثاني من عملية انجاز ساحة موجهة للترفيه ولعب الاطفال. العمليات هذه من شأنها التقليل من وقع البطالة وتجنيب الشباب السقوط في فخ الانحراف، خصوصا وان المنطقة معروفة بارتفاع مستوى الإجرام، الأمر الذي اكدته مختلف التقارير الامنية لوحدات الدرك، ففي هذا الاطار وتفاديا لاستفحال ظاهرة الجريمة بشتى مظاهرها، تم خلال الشهر المنصرم تدشين مقر للشرطة تدعيما لوحدة الدرك الوطني المتواجدة على مستوى القرية، وهو الهيكل الامني الذي انجز في ظرف قياسي لا يتعدى السنتين بغلاف مالي مقدر بأزيد من 25 مليون دج، ليرتفع بذلك معدل التغطية الامنية بهذه القرية التي تحوز 3500 نسمة، إلى شرطي لكل 83 مواطنا. وفي سياق آخر، نظمت جمعية انصار البيئة وحماية المحيط وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية لقرية البوعيش، حملتين تطوعيتين، الأولى لغرس الاشجار على طول الطريق الرئيسي للبلدية، والثانية لتنظيف المحيط والقضاء على الاوساخ ومخلفات البناء، وحسب المتطوعين فإن العملية تهدف إلى اعادة الاعتبار للتشجير وترسيخ هذه الثقافة عند الاطفال، وكذا توعية المواطنين من انعكاسات التدهور البيئي والامراض الناجمة عن اتساع ظاهرة انتشار الاوساخ والمزابل العشوائية.