أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء أن الأزمة المالية العالمية تسبب فيها إلى حد كبير نمط التسيير المالي الدولي موضحا أنه بات من المستعجل القيام بإصلاح في العمق للنظام المالي الدولي على أساس تضامني. وأوضح الرئيس بوتفليقة في كلمة له في قمة البلدان العربية وبلدان أمريكا الجنوبية قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أنه "بات من المستعجل القيام بإصلاح في العمق للنظام المالي الدولي على أساس تضامني أي بمراعاة التمثيل العادل داخل مجموعات التفكير المدعوة إلى التداول بشأن هذا الإصلاح". "إن ما نخشاه هو أن تنعكس هذه الأزمة سلبا على أهداف مونتيري لا سيما فيما يخص المساعدات الموجهة للتنمية" يضيف رئيس الدولة الذي أكد على ضرورة تفعيل دورة الدوحة حول المفاوضات التجارية متعددة الأطراف. وفي سياق مغاير شدد رئيس الجمهورية على أهمية هذه القمة من حيث - كما قال - "أنها شاهد على إرادتنا المشتركة في الحفاظ على الدفع الذي أعطيناه للعلاقات بين منطقتينا وعلى تعزيزه" مشيرا إلى أن المنطقتين "تتطلعان كلتاهما إلى بناء شراكة متعددة الأوجه تعود عليهما بالمنفعة المتبادلة". "إن هذه القمة - يضيف الرئيس بوتفليقة - تبيان كذلك لإصرارنا على مواصلة تنسيق جهودنا من أجل أن نساهم في ترجيح الأهداف الكفيلة بإحقاق المصالح المشروعة لكافة الشعوب دون استثناء" مبرزا أنها تبين أيضا تطابق وجهات النظر المتضمن في أرضية برازيليا. كما ذكر رئيس الجمهورية أن هذه القمة تنعقد في أعقاب "الاعتداء الوحشي" الذي اقترفته إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني بغزة موضحا أن "الصور المرعبة التي خرجت من غزة نجحت في تحريك الضمائر وفضحت أمام الملأ الوجه الإجرامي للاعتداء الإسرائيلي ودعت إلى شجبه بقوة". وقال أيضا "في ذات الوقت خلدت هذه الصور عزة وبطولة الشعب الفلسطيني الذي نؤكد له تضامننا المطلق في مقاومته للاضطهاد من خلال الكفاح المشروع والعادل الذي يخوضه منذ ستين عاما في سبيل استرجاع حقوقه الوطنية الثابتة بما فيها حقه في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس". وبعد أن ذكر أن أمريكا الجنوبية عبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني أكد رئيس الجمهورية أن الوطن العربي "يقدر حق قدرها" مواقف أمريكا الجنوبية الداعية إلى انسحاب إسرائيل من الجولان السوري ومن الأراضي اللبنانية التي مازالت ترزح تحت الاحتلال. وبخصوص مذكرة التوقيف ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أبرز الرئيس بوتفليقة أنه "يجدر بنا التعبير جهارا نهارا عن انشغالنا بشأن أمر التوقيف الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية في حق رئيس بلد عضو في تجمعينا الإقليميين الرئيس عمر حسن البشير". وذكر أن الدول الإفريقية والعربية والإسلامية سارعت إلى التعبير عن رفض القرار من حيث أنه "تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة مثلما هو عرقلة للجهود الإفريقية والعربية المبذولة في سبيل تسوية أزمة دارفور والتي تلقى دعما دوليا". ولدى تطرقه للأشواط التي قطعت في مجال التعاون بين البلدان العربية وبلدان أمريكا اللاتينية منذ القمة الأولى في سنة 2005 قال الرئيس بوتفليقة أن الاجتماعات المختلفة "أتاحت ولا ريب بعث ديناميكية تعاوننا وتجسيد شراكتنا في مجالات شتى". كما لاحظ رئيس الجمهورية أن النتائج المسجلة لحد الآن "تدعو إلى الارتياح على أكثر من صعيد غير أنها تبقى متواضعة إذا ما قورنت بالقدرات الهائلة والإمكانات المتوفرة في منطقتينا".