التقى الخطاب الانتخابي للمترشحين للرئاسيات مع بداية العد التنازلي للحملة الانتخابية في التركيز على قضايا جوهرية لربح أصوات الناخبين والفوز بمنصب رئاسة البلاد، منها على الخصوص الدعوة للمشاركة القوية في الانتخابات وتعميق المصالحة الوطنية، ومواصلة البرامج التنموية والإصلاح الاقتصادي إضافة إلى العمل على استقلالية القضاء والاهتمام أكثر بالجالية الجزائرية بالخارج وضرورة وعي الجميع بالمخاطر الأجنبية المحتملة حيال البلاد. وإن كان المترشحون الستة، تختلف وجهات نظرهم في تفاصيل وجزئيات معالجة هذه القضايا التي هيمنت على خطابهم الانتخابي طيلة ثلاثة عشر يوما من عمر الحملة الانتخابية، فإنهم يلتقون في جوهرها باعتبارها رهانا لكل رئيس بنتخبه الشعب بأغلبية لقيادة البلاد إلى بر الأمان. فقد أكد المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة على تعميق المصالحة الوطنية التي بدأها في عهدته الرئاسية الثانية، من أجل جزائر قوية وآمنة، يعم فيها السلم والاستقرار ربوع الوطن، وتتواصل فيها الإنجازات التنموية من أجل بناء اقتصاد قوي لا يعتمد فقط على المحروقات. وبالنسبة للمترشح بوتفليقة، فإن تعميق المصالحة رهان وتحد مثلما أوضح في اليوم الثالث عشر من الحملة الانتخابية، حيث قال : "أمنيتي هي تعميق المصالحة الوطنية مهما كانت عثرات الطريق" مؤكدا على تعزيز مكانة الجزائر على الساحة الدولية، وهي المكانة التي تستحقها، -كما قال- عن جدارة واستحقاق، لا يريد أن يرى فيها الجزائري مذلولا أو مقهورا أو شاكيا لأي كان...". ويلتقي المترشح محمد السعيد مع منافسيه الآخرين في ضرورة مواصلة إصلاح العدالة، من خلال اقتراحه سن قانون خاص بالقضاة بهدف حمايتهم من الرشوة والفساد ومن أجل إرساء استقلالية القضاء وإصلاح إدارة الشأن العام. كما راهن المترشحون الستة على كسب أصوات الجالية الجزائرية بالخارج بإبراز دورها وإيلاء العناية لها، لما لها من أهمية في تعزيز الوحدة والانسجام الوطني والمساهمة بفعالية في النهوض بالاقتصاد الوطني عن طريق الاستثمار وإقامة المشاريع التنموية بأرض الوطن. فقد وعد المترشح فوزي رباعين أمس في هذا الصدد بمساعدة هذه الفئة وإعادة بناء الأواصر التي تربطها مع بلدها الأم وفتح الباب أمامها للمشاركة في التنمية الاقتصادية عن طريق الاستثمار. وبدوره راهن المترشح السيد موسى تواتي على خيار بناء اقتصاد وطني على أسس علمية خارج المحروقات وهو الخيار الذي يلتقي فيه مع منافسيه للرئاسيات، إلى جانب ذلك دعا كل المترشحون إلى وقوف الشعب وقفة واحدة ضد محاولات الخارج ابتزاز الجزائر والتشويش على استقرارها ومسيرتها التنموية، وطالبوا من الشعب الرد على هذه المحاولات بالتصويت بكثافة يوم الاقتراع خدمة للوطن قبل كل شيء، ففي هذا السياق أشارت المترشحة لويزة حنون أمس إلى "أن هناك بعض الأطراف لا ترغب في خروج البلاد من الأزمة الحالية"، داعية المواطنين أن يبرهنوا لهذه الاطراف أن الجزائريين اليوم واعون ويعرفون جيدا لصالح من سيصوتون". محذرة في هذا المجال من الانسياق وراء مطالب انضمام الجيش الوطني الى منظمة الحلف الأطلسي، معتبرة هذه المنظمة أداة حرب تستعمل لتفكيك الأمم وتدمير الشعوب، مفضلة الإبقاء على الطابع الشعبي لمؤسسة الجيش. أما المترشح السيد محمد جهيد يونسي، فيلتقي هو الآخر مع منافسيه في ضرورة الذهاب بعيدا بالمصالحة الوطنية لأنها برأيه هي السبيل الأوحد الى تعميم وترسيخ السلم والاستقرار، والنهوض بالبلاد، فقد اقترح من أجل هذه الغاية، العفو الشامل. إلى ذلك، أبرز العد التنازلي للحملة الانتخابية، أن المتنافسين على منصب الرئاسة يعتبرون المشاركة القوية في الانتخابات تحديا يتطلب من الشعب رفعه ورهانا يتوجب تحقيقه من أجل المصلحة العليا للبلاد قبل كل اعتبار آخر مهما كانت طبيعته وغايته. وطبيعي أيضا أن يدعو كل المترشحين إلى التصويت بقوة وذلك من أجل الظفر بأصوات الناخبين ومعرفة وزنهم السياسي وقيمة أفكارهم لدى غالبية الشعب الجزائري.