كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات أمس الثلاثاء بعنابة عن تراجع ملحوظ في حالات تحويل المرضى للعلاج بالخارج وصل إلى 575 حالة العام 2008 مقابل 11 ألف حالة في 1987. وأوضح السيد بركات أن ذلك كان نتاج "القفزة النوعية التي حققها قطاع الصحة في البلاد من حيث العلاج ذي المستوى العالي" ما مكن من التكفل بعديد الحالات التي تتطلب تحكم عالي المستوى في التقنيات الطبية الحديثة. واعتبر السيد بركات خلال إشرافه على افتتاح أشغال منتدى جهوي حول العلاج ذي المستوى العالي وآثاره من حيث تخفيض فاتورة تحويل المرضى بالخارج احتضنها فندق "سيبوس" بمبادرة من الجمعية الجزائرية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والرقبة بأن النتائج المحققة للارتقاء بخدمات الصحة بشكل متوازن عبر البلاد والتحكم في تكنولوجيا وآليات الطب الحديثة وتقنيات زرع الأعضاء "تعد خطوة إيجابية تمثن جسور الثقة بين المواطن وأجهزة الصحة الوطنية". وثمن الوزير بالمناسبة إنجازات الفرق الطبية الوطنية المحلية في مجالات العلاج ذي المستوى العالي التي مكنت حسبما أشار إليه من إجراء على سبيل الذكر457 عملية زرع للكلى خلال السنة المنصرمة و477 أخرى لزرع قوقعات سمعية وذلك خلال السنتين الأخيرتين إضافة إلى التكفل بسرطان الكبد وغيرها من الحالات المرضية التي تتطلب تكفل طبي عالي الدقة ومتعدد التخصصات. وأعلن الوزير بالمناسبة عن إنشاء في وقت لاحق لوكالة للتبرع بالأعضاء البشرية فيما اتخذت إجراءات تستسمح في المستقبل باقتطاع أعضاء لموتى لزرعها على مرضى. ودعا وزير الصحة في ذات السياق الفرق الطبية التابعة للمراكز الاستشفائية الجامعية إلى تشجيع نقل الخبرات في مجال العلاج ذي المستوى العالي إلى مختلف أجهزة الصحة الوطنية والعمل على ترقية المهام الأساسية للمراكز الاستشفائية الجامعية المتمثلة في التكوين والبحث والتكفل بالطب المتخصص العالي المستوى. وذكر السيد بركات في هذا الشأن بأن استراتيجية قطاع الصحة ترتكز على تقريب خدمات العلاج من المريض وجعلها متوفرة وبالمستوى المطلوب عبر أجهزة الصحة المحلية والجوارية. وتواصلت أشغال هذا اللقاء الذي دام يوما واحدا بمشاركة أزيد من 600 مختص وممارس بقطاع الصحة العمومية في شكل خمس ورشات عمل تتعلق بالطابع المتعدد التخصصات للعلاج ذي المستوى العالي . وتناولت هذه الورشات التي ينتظر أن تخرج بتوصيات عملية حول ترقية العلاج المتخصص بشكل متوازن عبر الوطن والتكفل بالصمم وزرع القوقعات السمعية وتعقيدات الغدة الدرقية للمصابين بالقصور الكلوي وسرطان الحنجرة وعلاقته بالتدخين والشخير والاختناق عند النوم". (وأج)