بمجرد توليه كتابة الدولة الأمريكية، وضع وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنطوني بلينكين ، النقاط على الحروف بخصوص قرارات واتفاقات اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب، بطريقة عشوائية وغير محسوبة العواقب مما أثار الكثير من الجدل سواء على الساحة الداخلية أو الخارجية. ومن بين هذه الاتفاقات التي ستكون محل مراجعة من قبل إدارة الرئيس جو بايدين، اتفاقات التطبيع التي تمت في عهد ترامب بين دول عربية والكيان العبري المعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" تصريحات لبلينكين، خلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينه وزيرا للخارجية، أكد فيها أن بعض الحوافز التي تضمنتها اتفاقيات التطبيع تحتاج الى "نظرة فاحصة"، في إشارة ضمنية الى الامتيازات التي تتناقض والأعراف الدولية على غرار الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية. وهو ما جعل الصحيفة تؤكد أن هذه الاتفاقيات مخالفة للأعراف الدولية، بما يستنتج أن من "بين الحوافز التي تتعارض مع الأعراف الدولية مسألة اعتراف الرئيس السابق، بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية". للإشارة فإن أن قرار ترامب، الأحادي الجانب يتعارض مع قرارات الأممالمتحدة التي أدرجت الصحراء الغربية في قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، وأن شعبها يستفيد من حق تقرير المصير على النحو المعترف به في العديد من لوائح الجمعية العامة للهيئة الأممية خاصة اللائحة رقم 2229 المؤرخة في 20 ديسمبر 1966. وقد "أثارت تصريحات ترامب الكثير من القلق" لدى أعضاء في مجلس الشيوخ وسياسيين وسفراء أمريكيين لما له من تبعات سيئة على صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبمكانتها كعضو دائم في مجلس الأمن مسؤول عن حفظ الأمن والاستقرار وتطبيق مبادئ الشرعية الدولية. وأشارت "نيويورك تايمز" في نفس المقال نقلا عن الدبلوماسية الأمريكية السابقة، آن باترسون، إلى إن بعض السياسات التي يتم مراجعتها حاليا من قبل بلينكين، هي القرارات التي صدرت في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب، والتي كانت "مصممة بشكل واضح لمحاصرة" الرئيس بايدن. وقالت باترسون، التي كانت تشغل منصب سفيرة أثناء إدارتي الرئيسين باراك أوباما وجورج بوش الأب ومساعدة وزيرة الخارجية لسياسة الشرق الأوسط في الفترة الممتدة من 2013 إلى 2017، أنه "على بلينكين أيضا أن يعكس بعضا من القرارات التي صدرت عن ترامب". وصادق مجلس الشيوخ الأمريكي أول أمس الثلاثاء، بغالبية كبيرة على تعيين أنتوني بلينكن، وزيرا للخارجية مما يجعله رابع عضو في حكومة الرئيس جو بايدن، يتم تثبيته في منصبه.