أحصت محافظة الغابات لولاية جيجل ما يزيد عن 5800 طير مهاجر عبر 33 موقعا رطبا بالولاية، وحسب رئيس مكتب النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات عبد العالي باكير، فإن هذه العملية التي انطلقت في 16 جانفي 2020 واستمرت إلى غاية 31 جانفي الجارية 2021، سمحت بإحصاء الطيور الشتوية المهاجرة عبر أزيد من 30 منطقة رطبة؛ بين طبيعية واصطناعية، منها المنطقة الرطبة بني بلعيد المصنّعة عالميا؛ لما تتوفر عليه من نباتات وطيور متنوعة، وتنوع إيكولوجي وبيئي. وقد تم رصد أكثر من 40 صنفا من الطيور، أغلبها من صنف طائر النورس. هذا الرقم، حسب المسؤول، أقل من عدد الطيور التي تم إحصاؤها خلال السنة الماضية 2020، التي شهدت إحصاء 8400 طير؛ بتسجيل فارق بقرابة 2600 طير، وهذا يرجع إلى عدة أسباب، منها التغيرات المناخية والتلوث. وأشار المسؤول، في السياق، إلى أن ولاية جيجل تتوفر على 43 منطقة رطبة منها الاصطناعية كالسدود (سد كسير، وبوسيابة، وإراقن، وتابلوط، وبوسيابة، وسد العقرم)، فضلا عن المناطق الرطبة الطبيعية، على غرار منطقة بني بلعيد ببلدية خير، ووادي عجول، وغدير بني حمزة بالقنار، وغدير الرجلة ببلدية الطاهير... وغيرها من المناطق الرطبة التي تزخر بها الولاية، والتي تكتسي أهمية كبيرة في الحفاظ على التوازن البيئي والإيكولوجي للحياة البيئية، موضحا أن الأراضي الرطبة من الناحية البيولوجية، ليست كل أرض بها ماء وفقط؛ حيث يجب أن تتوفر فيها بعض الشروط لإدراجها في خانة تلك المناطق، كتوفرها على النباتات المائية والتربة المشبّعة بالمياه، وكذا لأهميتها الإيكولوجية باعتبارها ملاذا للحيوانات والنباتات. كما تساهم، بشكل كبير، في التقليل من التلوث البيئي، وتحافظ على الاستقرار المناخي، وتشحن الطبقات الجوفية، زيادة على أهميتها الاقتصادية؛ من خلال توفير المياه الصالحة للشرب، والري، مع إنتاجها الطاقة الكهربائية، وتوفيرها الثروة السمكية. وللإشارة، نظمت الحظيرة الوطنية لتازة بالتنسيق مع مختلف الشركاء المعنيين على مدار أسبوع كامل، تظاهرة متنوعة تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة، تضمنت العديد من الأنشطة، إلى جانب تنظيم أبواب مفتوحة، لإبراز زخم التنوع البيولوجي الذي تزخر به ولاية جيجل، وذلك بمركز تكوين الأعوان التقنيين المختصين في الغابات بكسير، من تقديم إطارات محافظة الغابات، حيث نُظم في هذا الصدد، معرض حول المناطق الرطبة والنباتات والطيور، مع توزيع مطويات تحسيسية للحفاظ على المناطق الرطبة. وتم تنظيم خرجات ميدانية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية لسد كسير بالعوانة، مع حملة تشجير بمختلف المؤسسات ومحيط السدود.