لم تخف جمعية "الغيث القادم" لمساعدة المرضى بولاية أدرار، قلقها من تزايد حالات الإصابة بمختلف أنواع السرطان والتشوهات الخلقية للمواليد الجدد والعقم بولاية أدرار، بسبب الإشعاعات النووية التي مازالت تفرزها التفجيرات التي أجرتها فرنسا الاستعمارية بمنطقة رقان يوم 13 فيفري 1960. ولم يفوت التومي عبد الرحمن، رئيس هذه الجمعية حلول هذه الذكرى المأساوية لدق ناقوس الخطر تجاه الإشعاعات الناجمة عن التفجيرات النووية بمنطقة رقان، والتي كانت أغلبها سطحية وآثارها الوخيمة على مكونات البيئة والمحيط بالمنطقة. وأشار لمحارزي عبد الرحمن، الباحث الأكاديمي في تاريخ المنطقة، أن فرنسا ارتكبت جرائم نووية "بشعة" بمنطقة رقان وبصحراء الجزائر عموما والتي "لا تتقادم مهما طال الزمن تراوحت قوتها بين 20 و70 كيلو طن حملت مسميات مختلفة كاليربوع الأزرق واليربوع الأخضر واليربوع الأبيض واليربوع الأحمر، غير مكترثة بحرمة البيئة ومختلف مكوناتها بعد أن عملت على إيهام الرأي العام الدولي بخلو منطقة رقان من أي وجود بشري. وقال إن تلك الإدعاءات كانت "عارية من الصحة" وهذا ما أثبتته الشهادات الحية لعدة مواطنين وسكان محليين وحتى أجانب عملوا بورشات إنجاز موقع التفجير النووي، مبرزا ضرورة رفع طابع السرية عن هذا الملف للوقوف على الحقائق التاريخية التي تكشف بشاعة هذه الجريمة النكراء. وناشد سكان منطقة رقان السلطات العليا للبلاد، باتخاذ إجراءات وتدابير عملية ميدانية لفائدة سكان منطقة رقان الذين لايزالون يكابدون ويلات معاناتهم جراء الآثار الوخيمة للتفجيرات النووية الفرنسية بالمنطقة على الجانب الصحي و البيئي. نداءات استغاثة لتطهير المحيط من النّفايات النّووية وناشد المواطن محمد خالدي، القاطن بمدينة رقان، وهو أب لأبناء يعانون من متاعب صحية معقدة وتشوهات خلقية، إلى ضرورة الإسراع بفتح عيادات طبية متخصصة في مختلف الأمراض التي استفحلت بين سكان المنطقة، على غرار عيادة طب أمراض العيون وأخرى متخصصة في أمراض التوليد و طب الأطفال. كما حث على الإسراع في التكفل بالجانب التضامني من حيث الهياكل المتعلقة بفئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تزايد تعدادهم بالمنطقة بفعل الإشعاعات النووية من خلال إنجاز فروع للمدارس التعليمية المتخصصة للصم البكم والمعاقين ذهنيا التابعة لقطاع التضامن الوطني بما يوفر عنهم وعن أوليائهم عناء التنقل لتلك المدارس على مسافات بعيدة. وطالب سكان المنطقة الى انشاء متحف للذاكرة الوطنية بمدينة رقان خاص بهذه المأساة الأليمة من أجل المساهمة في تسليط الضوء بالبحث التاريخي والعلمي على هذه الجريمة. كما أشار الدكتور مبروكي أمحمد، منسق سجل السرطان بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى تسجيل ارتفاع في حالات الاصابة بداء السرطان لفئتي الذكور والإناث خلال السنة الماضية، وخاصة سرطان القصبات الرئوية، البروستات، البنكرياس، القولون، المعدة، المثانة، الغدة الدرقية وسرطان النظام العصبي المركزي. لدى فئة الذكور وسرطان الثدي والقولون والمستقيم والمبيضين والقناة الصفراوية وعنق الرحم والقصبات الرئوية بالنسبة لشريحة الاناث.