دخل المترشحون للرئاسيات، نهاية الأسبوع، سباق مع الزمن لاستثمار ما تبقى من عمر الحملة الانتخابية قبل يومين من إسدال الستار عليها وذالك بتكثيف نشاطاتهم من تجمعات شعبية ولقاءات جوارية وباعتماد استراتيجية اللحظة الحاسمة في الخطاب الانتخابي بالتركيز على أفكار ومواضيع تشد الناخبين وتستقطبهم تحسبا ليوم الاقتراع. وحاول بعض المترشحين إبراز أفكار يعتقدون أنها تميزهم وتحظى بقبول وارتياح لدى الشعب، في حين يسعى البعض الآخر إلى طرح مقترحات يظنون أنها من وحي الإرادة الشعبية وإنها بذلك ستفوز بأصوات الناخبين. ويجزم مترشح مثل بوتفليقة أن حقوق التأليف بشأن المصالحة ومواصلة الإصلاحات وإعادة المكانة الدولية للجزائر هي حقوق له محفوظة لدى الشعب الجزائري وهي علامة جزائرية بامتياز لدى الخارج. ولذلك ركز السيد بوتفليقة طيلة الحملة على إقناع الناخبين بالتصويت على الاستمرار في تعميق المصالحة الوطنية ومواصلة مسيرة الإصلاحات وتعزيز مكانة الجزائر في الخارج، ولن يتأتى ذلك إلا بالتصويت بكثافة على هذه الحصيلة الايجابية التي ميزت مسيرة حكمه للبلاد. ومن جانبهما، حاول المترشحان محمد جهيد يونسي وموسى تواتي تبني خيار التغيير وإقامة دولة العدل والمساواة عن طريق إرادة الشباب في التغيير الذي يمكنه من حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية. كما أعرب المترشحان عن إرادتهما في ترقية المصالحة الوطنية التي تعزز السلم والاستقرار في البلاد. وبينما اقترح تواتي نظاما برلمانيا، اقترح يونسي تحديد عهدة واحدة للنظام الرئاسي الحالي. واقترح المترشح محمد السعيد هو الآخر مع اقتراب انتهاء الحملة الانتخابية نظاما برلمانيا لحكم البلاد وإنشاء عاصمة سياسية ثانية بجنوب البلاد، محبذا أن تكون بعين صالح، من أجل فك الاكتظاظ عن العاصمة والمناطق الساحلية. أما المترشحة لويزة حنون فأرادت يومين قبل إسدال الستار على الحملة الانتخابية التأكيد على رد الاعتبار للفلاحة انطلاقا من مبدأ الأرض لمن يخدمها وترقية الصناعة بدعم المؤسسات العمومية الاستراتيجية بل وحتى إعادة تأميم ماتم خوصصته منها. كما اقترحت أمس ضرورة انتخاب القضاة بدل عن تعيينهم من قبل الجهاز التنفيذي وبدوره فضل المترشح فوزي رباعين قبل نهاية الحملة بيومين أن يرافع عن حق الشعب الجزائري في التمتع بخيرات البلاد مؤكدا في هذا الصدد أنه يمثل المعارضة الحقيقية المؤمنة والمناضلة من اجل هذا الحق. إلى ذلك حث كل المترشحين على التصويت بكثافة يوم الاقتراع، داعين الشعب إلى قول كلمته في هذه المرحلة التي توجد فيها الجزائر وأن يختار الرجل الذي باستطاعته وضعها على السكة الصحيحة والآمنة وتفويت الفرصة على من يتربصون بها ويتحينون المناسبات والظروف لضرب استقرارها، وأن لا يتركوا أعداء الجزائر يقولون إنكم لاتهتمون بالانتخابات.