❊ تجلط بعض المتعافين من كورونا سببه كثرة الأجسام المضادة ❊ الاسراع في عمليات التلقيح يجنب بطلانه بسبب تحورات الفيروس أرجع رئيس الرابطة الطبية الاوروبية والشرق أوسطية، البروفسور فؤاد عودة، في حديث مع "المساء"، سبب الجلطات الدموية والسكتات القلبية التي وقعت لبعض الأشخاص من فئة "المتعافين" من فيروس "كورونا" بعد أخذهم اللقاح، إلى كثرة الأجسام المضادة في الجسم، مؤكدا في المقابل نجاعة اللقاحين الصيني والروسي اللذين اعتمدتهما الجزائر، حيث قال في هذا الصدد أن هذين اللقاحين يعتبران من بين اللقاحات الجيدة والمنصوح بالإسراع في استخدامها للوصول إلى المناعة الجماعية (70%) وتفادي بطلان برامج التلقيح، في ظل التحورات السريعة للفيروس. وأوضح البروفيسور عودة في رده على سؤال يتعلق بمخاوف بعض المواطنين من عمليات التلقيح بصفة عامة، لا سيما وأن هناك تشابها وظيفيا للقاحات، على خلفية السكتات القلبية والجلطات الدموية التي سببها لقاح "أسترا - زينكا"، أن السبب وراء بعض الحالات المسجلة في هذا الإطار، ليس اللقاح البريطاني في حد ذاته، وإنما كثرة الأجسام المضادة في جسم الانسان، "لأن الأشخاص المتعافين تتشكل لديهم أجساما مضادة بشكل آلي بعد الشفاء، ليقوم اللقاح الذي يتلقاه الشخص المتعافي بعد ذلك بتشكيل كمية إضافية من الاجسام المضادة، ما يؤدي إلى حدوث جلطات دموية، قد تترتب عنها سكتات قلبية، مع الإشارة إلى أنه لم يتم في هذا الشأن تسجيل سوى حالة واحدة منها فقط". ونبه البروفيسور عودة، إلى أن "كل ما ينشر الآن بطريقة سلبية عن اللقاحات يندرج في إطار الحرب السياسية والاقتصادية التي تقوم بها مخابر الأدوية وورائها بعض الدول في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية والصين، ضد بعضها البعض"، مشيرا إلى أن الطعن في مصداقية لقاح "أسترا - زينكا" البريطاني، من قبل "فايزر" و«موديرنا" يندرج ضمن هذا السياق، لاسيما وأن اللقاح يعد الأقل سعرا مقارنة باللقاحين الأخيرين". كما أوضح محدثنا، أنه من ضمن 17 مليون شخص تلقوا لقاح "أسترا - زينكا"، 40 شخصا فقط تعرضوا لجلطات دموية، منهم 30 شخصا من إجمالي 5 ملايين بأوروبا. وفي رده على نجاعة اللقاح الروسي "سبوتنيك" وكذا اللقاح الصيني اللذين اعتمدتهما الجزائر، أكد البروفيسور عودة أنهما لقاحان جيدان. ونصح السلطات الطبية الجزائرية بتسريع قدر الإمكان في وتيرة حملات التلقيح للوصول في آجال قصيرة لمعدل المناعة الجماعية 70%، وما يترتب عنها من حالة انفراج واستئناف الأنشطة بشكل آمن. في المقابل، تأسف البروفيسور فؤاد عودة، للطريقة التي تدير بها الدول الغربية الأوروبية أزمة كورونا، حيث تستغل، حسبه، الظرف الصحي لأغراض سياسية واقتصادية، مستدلا بعدم تعاونها مع برنامج "كوفاكس" الموجه للدول العربية والإفريقية والدول الفقيرة عامة، "إذ لا تصل اللقاحات بالكميات الكافية لهذه البلدان، وهو ما يطيل عمر الأزمة الصحية اكثر"، قبل أن يسجل بأن "هذا التعطيل يصب في مصلحة الدول التي تقف وراءه". وأشار إلى أن حروب المصالح بين الدول هي السبب وراء ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس في أوروبا ووصول عدد الوفيات إلى سقف 900 ألف وفاة، خاصة بعد انتشار النسخة الإنجليزية للفيروس، حيث تم تسجيل نسبة إصابات كبيرة في إيطاليا وفرنسا مع ارتفاع عدد الاصابات وسط الشباب والأطفال دون أعراض جانبية خطيرة. واعترف البروفيسور فؤاد عودة، بنجاعة وفعالية اللقاح الأمريكي "فايرز" بحكم أن 22% فقط من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ظهرت عندهم أعراض جانبية طفيفة كالحمى، وألم المفاصل دامت 48 ساعة فقط. وفي رده على سؤال خاص "بإمكانية بطلان برامج التلقيح في الدول غير المنتجة اللقاح ومنها الجزائر، في حال ما إذا واصل الفيروس تحوره السريع"، أكد محدثنا أن "الأمر وارد جدا، لأن الفيروس سريع التحور، حيث تحور 4 آلاف مرة.. و27 نسخة فقط معروفة"، ما يستدعي حسبه، الإسراع قدر الإمكان في عمليات التلقيح للوصول للمناعة الجماعية، فضلا عن كون البلدان المنتجة للقاحات دخلت في حروب سياسية واقتصادية وتخلت عن السبب الصحي..". كما يجب حسب البروفسور عودة، "اللجوء إلى عمليات تشريح جثث المتوفين بفيروس كورونا، حتى يتم التعرف على الأسباب الحقيقية الناجمة عن الوفاة وعدم ربطها آليا باللقاح واستغلال ذلك في الحروب القائمة ذات المصالح غير الانسانية". والدليل، حسبه، هو أن التحقيقات الأخيرة الخاصة بلقاح "أسترا-زينكا" كانت إيجابية وأعيد له الاعتبار من قبل هيئة الأدوية الأوروبية، بعد أن تعرض لحملة تشويه أوروبية وأمريكية "لأغراض سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى".