كشف عضو اللجنة العلمية لمتابعة تفشي فيروس كورونا البروفيسور رياض مهياوي أمس، عن تخصيص 8 آلاف نقطة لتنظيم حملة التلقيح ضد كوفيد19، المزمع انطلاقها قريبا على مستوى 48 ولاية، بعد استلام أول دفعة من اللقاح الروسي التي ستتضمن 500 ألف جرعة. أكد البروفيسور رياض مهياوي في تصريح «للنصر» عن وضع كافة الترتيبات اللازمة من طرف وزارة الصحة تحضيرا لانطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، متوقعا دخول أول دفعة من اللقاح الروسي «سبوتنيك» نهاية شهر جانفي الجاري، لتبدأ العملية على مستوى المصالح الاستشفائية والوحدات الصحية المختصة، على أن تخص في مرحلة أولى الفئات ذات الأولوية، من بينهم الأطقم الطبية وشبه الطبية نظرا لاحتكاكهم الدائم بالمرضى. وستحمل الشحنة الأولى من اللقاح الروسي حوالي نصف مليون جرعة، ليتم مباشرة الشروع في تلقيح الأشخاص المعنيين بالحملة عبر مرحلتين، بحقن الشخص بجرعة أولى ثم الثانية بعد مرور فترة 6 أسابيع بدل 3 أسابيع، تطبيقا لتوصيات الإخصائيين، الذين مددوا الفترة الفاصلة بين الجرعتين بناء على نتائج آخر البحوث والدراسات العلمية. وبحسب ما أفاد به البروفيسور مهياوي فإن الفترة الفاصلة ما بين الجرعة الأولى والثانية تم توسيعها مؤخرا إلى ستة أسابيع على مستوى عديد الدول، بعد أن بينت البحوث العلمية بأنه كلما اتسعت الفترة الزمنية الفاصلة ما بين الجرعة الأولى والجرعة الثانية زادت مناعة وقدرة الجسم على التصدي للفيروس، الذي سيتحول مع مرور الزمن إلى فيروس عادي على غرار الفيروس المسبب للأنفلونزا الموسمية. وأضاف عضو اللجنة العلمية بأن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خصصت 8000 نقطة لتنظيم حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وجندت اليد العاملة المؤهلة لإنجاح العملية، كما وفرت كافة الوسائل المادية والتقنية لتخزين اللقاح في الشروط المنصوص عليها من طرف المختصين للحفاظ على صلاحيتها. وأوضح البروفيسور مهياوي في رده على سؤال «للنصر» بشأن كيفية دخول اللقاح المضاد لفيروس كورونا إلى الجزائر، قائلا إن ذلك لن يكون دفعة واحدة بل على فترات متقاربة، قد تدوم لبضعة أشهر، بسبب ارتفاع مستوى الطلب على اللقاح على الصعيد العالمي، في ظل استحالة تمكن المخابر المختصة من تلبية كل ذلك في فترة وجيزة، لذلك تم ترتيب الأولويات من قبل وزارة الصحة لإنجاح الحملة ومكافحة العدوى. ومن المنتظر أن يتواصل دخول الدفعات الخاصة باللقاح حتى خلال فترة الصيف، لأن انتشار فيروس كورونا لم يرتبط لحد الآن بفصل محدد، عكس الفيروس المسبب للأنفلونزا الموسمية التي تجري حملة التلقيح الخاصة بها ما بين أشهر أكتوبر وفيفري، وهي الفترة التي تشهد ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بالمرض، لتبلغ ذروتها في شهري جانفي وفيفري. وسيتم تلقيح الفئات المعنية تباعا، باستثناء النساء الحوامل والأشخاص الأقل من 18 سنة، كلما دخلت كميات جديدة من اللقاحين الروسي والصيني، وصولا إلى الفئات الباقية، وفق ما أكده البروفيسور رياض مهياوي، مضيفا بأن الإجراءات اتخذت من طرف وزارة الصحة، بما فيها التعاقد مع المخابر المعنية. وأضاف من جهته رئيس النقابة الوطنية للأعوان شبه طبيين غاشي لوناس «للنصر»، بأن حوالي 100 ألف ممرض مجندين لإنجاح الحملة، أغلبهم يتمتعون بخبرة واسعة في هذا المجال، بحكم مشاركتهم في مختلف حملات التلقيح التي تنظمها وزارة الصحة سنويا، التي تستهدف عدة فئات، من بينها فئة الأطفال والمتمدرسين وكبار السن والحجاج، وغيرها من الحملات الأخرى التي توصي بها منظمة الصحة العالمية. وأوضح المصدر بأن إجراء اللقاح لا يتطلب دورة تكوينية، لأن طريقة حقنه لا تختلف عن اللقاحات المعروفة، فقط يشترط إخضاع الشخص للفحص الطبي القبلي، ويذكر بأن المصالح الاستشفائية التي ستحتضن عملية التلقيح سيتم تدعيمها بأطباء مختصين للإشراف على العملية، ومرافقة من سيتم تلقيحهم خلال الفترة التي تلي العملية، كإجراء احتياطي تجنبا لأي مضاعفات صحية.