كانت المرأة الحراشية أول من فتح صناديق الاقتراع بمركزي الانتخاب بالمنظر الجميل ومحمد هجرس ببلدية الحراش، التي تحصي أكثر من 40600 ناخب، أي بزيادة تفوق ال 600 ناخب مقارنة بالاستحقاقات الماضية، وهو ما دفع بمسؤولي الدائرة الإدارية للحراش إلى تجنيد عدد هام من المؤطرين قدر ب 788 مؤطر موزعين عبر 104 مكتب اقتراع ب 12 مركزا بالنسبة لبلدية الحراش و378 مؤطر ب 49 مكتبا موزعة عبر سبعة مراكز. شهدت جميع مكاتب الانتخاب الموزعة عبر بلديتي الحراش ووادي السمار، التابعتين للدائرة الإدارية للحراش، توافدا غير متوقع لجموع الناخبين الذين قصدوها للإدلاء بأصواتهم في أجواء ميزتها حركية غير معهودة للبلديتين وهي تدل على مدى التأثير الواضح للتجمعات والحملات التحسيسية التي قام بها ممثلو الأحزاب والمرشحين الذين قاموا بحملة واسعة لحمل وإقناع المواطنين على الانتخاب، على غرار المرشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي فتح أكثر من 20 مداومة موزعة عبر جميع البلديات التابعة للدائرة الإدارية للحراش. وقد كانت جميع المؤشرات تشير إلى اهتمام كبير من قبل الهيئة الناخبة التي أقبلت منذ الساعات الأولى على صناديق الاقتراع، غير أن المفاجأة سجلت لدى العنصر النسوي، حيث انه وخلافا للعادة فإن الحراشيات كن السباقات إلى الاقتراع فيما كان إقبالهن متوقعا أكثر بعد الظهيرة، بالإضافة إلى عنصر الشباب الذي أبى إلا أن يثبت وجوده وحضوره في هدا الموعد الهام. من جهته، أشار مدير مركز صاليبا ببلدية وادي السمار، إلى التوافد الكبير للناخبين رغم زخات المطر التي تساقطت بداية الصبيحة، وحسب المتحدث فإن البعض فضل الانتخاب حتى قبل أن يحتسي قهوته، في إشارة منه إلى أن العديد جلب معه أكياس الحليب التي ابتاعها من عند البقال وتوجه للانتخاب قبل أن يعود إلى البيت، وهو دليل أن الكثير فضل إنهاء واجبه حتى قبل أن يبدأ يومه. ولأن اليوم كان نهاية أسبوع، فقد فضل الباعة على مستوى السوق الفوضوي ببومعطي، إضفاء نوع من الحيوية وتمييز هذا اليوم التاريخي والهام، حيث عرض الباعة بضاعتهم والهتافات تتعالى " لي ما يفوطيش ما يشريش " لجلب أكبر عدد من الزبائن، حيث أنهم اشترطوا على المشترين عدم اقتناء أي شيء حتى الانتهاء من أداء واجبهم الانتخابي، ورغم أن الأمر مجرد مزحة، إلا انه حفز الكثيرين على أداء واجبهم الوطني. ولعل ما ميز ذلك اليوم، هو تواجد الأطفال بكثرة بمراكز الانتخاب، كما هو الحال بالنسبة لمركز عيسات إيدير 1 بالحراش، حيث يتهيأ لك وكأن الأطفال المتمدرسين يدخلون أو يخرجون من مدارسهم، إلا أن الأمر يتعلق بمرافقة الأبناء لآبائهم لأداء واجب الانتخاب أمام مرأى الأطفال وإشراكهم في إدخال الظرف الذي يحمل اسم المرشح، وربما كانوا هم وراء حمل آبائهم على الانتخاب كما أكده لنا احد الناخبين، الذي أوضح أن ابنه الذي يدرس في الابتدائي ترجاه لكي يصطحبه معه للتصويت، ولولا إلحاحه الشديد لكان قد أرجأ الأمر إلى آخر النهار. للإشارة، تحصي الدائرة الانتخابية للحراش هيئة ناخبة تقدر بأزيد من 172 ألف ناخب منتشرين عبر أربع بلديات، يؤطرهم أكثر من 3500 عون موزعين عبر 464 مكتب و52 مركز اقتراع.