أدان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، في ختام دورة غير عادية التي عقدت أمس الثلاثاء، بشدة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين المسلمين العزل في المسجد الأقصى المبارك والتي تصاعدت على نحو خطير خلال الأسابيع والأيام الماضية من شهر رمضان المبارك, وأدت إلى وقوع مئات الإصابات والاعتقالات في صفوف المصلين وإلى اقتحام وتدنيس قدسية المسجد الأقصى المبارك. جاء ذلك في قرار مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد على المستوى الوزاري في دورة غير عادية برئاسة وزير خارجية دولة قطر (الرئاسة الحالية للمجلس الوزاري) وبمشاركة وزراء الخارجية ورؤساء الوفود والأمين العام بناء على طلب من دولة فلسطين وتأييد الدول الأعضاء عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وقرر المجلس الوقوف تحية واعتزازاً وإكباراً لأبناء وحرائر الشعب الفلسطيني المقدسيين الأبطال الصامدين في مدينة القدسالمحتلة والذين يدافعون بصدورهم العارية عن المسجد الأقصى المبارك والمقدسات والممتلكات العربية الإسلامية والمسيحية في مواجهة الجرائم والاعتداءات الوحشية الممنهجة لسلطات وقوات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة. وحذر المجلس من أن هذه الاعتداءات والجرائم تعتبر استفزازاً صارخاً لمشاعر المؤمنين في كل مكان بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم والإدانة الشديدة لتقويض سلطات الاحتلال لحرية العبادة في المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس,بما في ذلك الاعتداء على المصلين المسيحيين العزل في كنيسة القيامة خلال مناسباتهم الدينية. وأدان بشدة قرارات وإجراءات الكيان الصهيوني والحملات الإرهابية المنظمة للمستوطنين الإسرائيليين المدعومة من جيش وشرطة الاحتلال والتي تستهدف جميعها تهجير أهالي مدينة القدسالمحتلة بمن فيهم عائلات حي الشيخ جراح وباقي أحياء ومناطق المدينة ضمن حملة تطهير عرقي وتثبيت لنظام الفصل العنصري ترعاها حكومة الاحتلال الإسرائيلي. وادان مجلس الجامعة بشدة العدوان الواسع للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كافة أرجاء الأرض الفلسطينيةالمحتلة وتحديداً القصف الهمجي الذي تعمد استهداف المدنيين في قطاع غزة المحاصر واستخدام القوة المفرطة ضدهم مما أدى إلى قتل وجرح عدد كبير من الأطفال والمدنيين الأبرياء ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل على كافة الأصعدة. وحمل الاحتلال مسؤولية ما ينتج عن تلك الجرائم والإجراءات التي تشكل انتهاكات فاضحة لقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.وطالب الأممالمتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة,بما في ذلك مجلس الأمن, بتحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية والإنسانية من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولة للشعب الفلسطيني والحفاظ على حقه في حرية العبادة, وحفظ الأمن والسلم في المنطقة والعالم. وأكد المجلس اعتزام الدول الأعضاء اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة على جميع الصعد والمستويات، بما في ذلك إطلاق تحرك دبلوماسي مكثف,من خلال الرسائل والاتصالات واللقاءات الثنائية، من أجل حماية مدينة القدس والدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم حقوق أهلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية. وطلب المجلس،المحكمة الجنائية الدولية المضي قدماً بالتحقيق الجنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. ودعا البرلمان العربي إلى التحرك العاجل مع البرلمانات في الدول المؤثرة لتحقيق أهداف هذا القرار. وكلف بعثات جامعة الدول العربية ومجالس السفراء العرب بإطلاق جهد دبلوماسي مكثف لنقل مضامين هذا القرار إلى عواصم الدول المؤثرة حول العالم.كما كلف المجموعة العربية في الأممالمتحدة في نيويورك لمباشرة المشاورات والإجراءات مع رئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة بما فيها النظر في خيار عقد الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة الخاصة بالأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وكذلك تكليف المجموعة العربية في جنيف وفي باريس بمباشرة المشاورات والإجراءات اللازمة في مجلس حقوق الإنسان واليونسكو كل في موقعه لمواجهة ووقف الاعتداءات والسياسات الإسرائيلية الممنهجة في مدينة القدسالمحتلة. وقرر الوزراء إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات المخططات العدوانية الإسرائيلية المذكورةوتكليف الأمين العام باتخاذ اللازم لمتابعة تنفيذ هذا القرار وتقديم تقرير بذلك للدورة المقبلة للمجلس. وأكد مجلس جامعة الدول العربية على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء وعلى أن مدينة القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين، جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وعلى التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني والدعم القوي لصموده في مدينة القدسالمحتلة بمواجهة سياسات وممارسات العدوان الإسرائيلي الممنهج. وبحث الوزراء التحرك العربي والدولي لمواجهة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على حياة ومقدسات وممتلكات الشعب الفلسطيني في مدينة القدسالمحتلة عاصمة دولة فلسطين بما فيها ما يجري حاليا من عدوان إسرائيلي غاشم يستهدف تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من بيوتهم وممتلكاتهم في حي الشيخ جراح وباقي أحياء المدينة والاعتداءات الوحشية على المصلين في المسجد الأقصى المبارك.