كانت إشكالية الاحتباس الحراري وضرورة الخروج بمخطط عمل وطني حول المناخ لعرضه في اللقاءات الدولية المرتقبة، محور اللقاء الذي نظم أمس بين القطاعات المعنية لمناقشة كيفيات تنسيق الجهود الوطنية لمواجهة هذا التحدي .جمع اللقاء وزراء الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي والطاقة والمناجم السيد شكيب خليل وتهيئة الإقليم والبيئة والسياحة السيد شريف رحماني. وأكد السيد مدلسي في هذا اللقاء الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية على الأهمية التي توليها السلطات العمومية في برنامجها للتكفل بإشكالية التغيرات المناخية التي أصبحت تهدد جميع دول العالم. وبعد أن ذكر بالدور الكبير الذي لعبته الجزائر على المستويين الوطني والدولي للتكفل بإشكالية الاحتباس الحراري أشار السيد مدلسي الى أن الجزائر بصفتها رئيسة المجموعة الإفريقية للتغيرات المناخية قد مثلت دول القارة في اللقاء الأخير الذي جرى ببوزنان ببولونيا وذلك تحضيرا للقمة الدولية حول التغيرات المناخية التي ستعقد في كوبنهاغن في أواخر السنة الجارية. وكانت الندوة الإفريقية حول الاحتباس الحراري التي جرت بالجزائر في نوفمبر الماضي قد توجت بنظرة موحدة لتقارب الأهداف والمنهجيات بين دول العالم و بلدان إفريقيا لمواجهة الآثار الوخيمة الناجمة عن الاحتباس الحراي. وبعد أن ارجع مسؤولية الاحتباس الحراري الى عاتق الدول المصنعة، أبرز السيد مدلسي ضرورة مرافقة دول القارة في تجسيد مشاريعها الموجهة للتقليص من آثار الاحتباس الحراري وفي التحويل التكنولوجي. وألح الوزير على وجوب تحسيس كل الفاعلين من سلطات عمومية وجمعيات مختصة ومواطنين وخبراء وباحثين للتكفل بهذه الإشكالية الإستراتيجية التي كما قال لا يمكن إيجاد حل لها في ظرف محدد. وفي تصريح مماثل أكد السيد رحماني أنه تم خلال هذا اللقاء التطرق إلى إمكانية تنسيق جهود كل القطاعات المعنية بالتغيرات المناخية من بينها الفلاحة والري والنقل والطاقة إلى جانب هيئات أخرى للخروج بمخطط وطني لحماية المناخ من التلوث. وذكر الوزير في هذا الإطار بدور قطاع الخارجية في تنسيق الجهود الدبلوماسية لتحضير مشاركة الجزائر في اللقاءات الدولية المرتقبة حول الاحتباس الحراري. وأكد السيد رحماني على أهمية تكوين فريق قوي للتفاوض على المستوى الدولي يتشكل من سفراء ودبلوماسيين وباحثين وخبراء للمشاركة في قمة كوبنهاغن بقوة وتحضير القارة لرهانات التغيرات المناخية المقبلة. وأبرز السيد رحماني أهمية تضامن موقف الجزائر مع المواقف الدولية والإفريقية والعربية ومع مجموعة 77 زائد الصين للتمكن من إجراء مفاوضات حول إشكالية الاحتباس الحراري ومن ناحيته ذكر وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل بكل الجهود التي بذلت من طرف قطاعه للتخفيض من الانبعاثات الغازية الملوثة للجو من بينها ثاني أوكسيد الكاربون. وأشار السيد خليل في هذا الإطار إلى مختلف البرامج التي سطرت لمكافحة التلوث ومواجهة الاحتباس الحراري مذكرا بأن الجزائرتستخدم حاليا الغاز الطبيعي بنسبة 41 بالمائة للتخفيض من الانبعاثات الملوثة التي تفرزها مختلف مواد المحروقات. وقد ساهم هذا المسعى حسبه في التقليص من الانبعاثات الغازية الملوثة للجو وحماية البيئة مشيرا إلى أهمية اللجوء إلى استخدام الطاقة المتجددة أيضا كالشمس والرياح. وذكر السيد خليل في هذا الشأن بمحطة الطاقة الغازية الشمسية الأولى من نوعها التي أنشئت بالجزائر بطاقة تبلغ 150 ميغاوات وهو المستوى الصناعي المعمول به.