رحيل بطل واستقبال نجم جديد

عرفت الرياضة الجزائرية في عام 2007 فقدان أحد أبرز عدائيها، ويتعلق الأمر بعيسى قرني، الذي أعلن مفاجأة اعتزاله مضامير ألعاب القوى···ففي الخامس من ماي الفارط، تلقت أقسام التحرير لمختلف وسائل الإعلام الوطنية، فاكسا من العداء العالمي عيسى قرني، يدعو من خلاله الحضور إلى مؤتمر صحافي سيعقده في اليوم التالي لإعلان انسحابه الرسمي باحترافية وعلى طريقة النجوم الكبار··
خبر الاعتزال نزل كالصاعقة على محبي قرني ومتتبعي الرياضة الجزائرية، الذين كانوا يأملون في مشاركة البطل في الألعاب الإفريقية ومونديال ألعاب القوى الذي جرى بمدينة أوزاكا اليابانية·· وقد برر قرني (30 عاما)، اعتزاله بسلسلة الإصابات التي تعرض لها في السنتين الماضيتين وعدم تحمله - كما قال - الخضوع لعمليات جراحية جديدة والصبر على مصاعب فترة النقاهة التي تلي العملية الجراحية، وكذلك لعدم رغبته في المشاركة في البطولات الدولية، وهو يعلم أن مستواه لم يعد يسمح له بإمكانية منح الجزائر أفراحا وألقابا جديدة· كما صرح العداء خلال ذات المؤتمر الصحافي وبحضور وزير الشباب والرياضة الأسبق السيد يحيى قيدوم، أنه يرغب في إفادة العدائين الشباب بتجربته المكتسبة في الميادين الدولية، من خلال الإشراف على أحد الفرق الجزائرية، وهي الرغبة التي تحققت، ولكن ليس بالجزائر، بل بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يشغل قرني منذ يوم 2 نوفمبر الماضي، منصب مدرب بنادي العين· وقد صرح رئيس النادي الإماراتي، خلفان رميضي، على هامش توقيع العقد، أن غرني لا يحتاج إلى التعريف، فهو بطل أكد على إمكانياته على الصعيد العربي والقاري والعالمي، وأن التحاقه بالنادي يعد مكسبا كبيرا "فنحن ننتظر الكثير من قرني لبعث رياضة ألعاب القوى بفريقنا وتكوين عدائين من المستوى العالي في المستقبل"·
وقبل بداية الدورة ال 11 للألعاب الرياضية العربية في شهر نوفمبر الماضي بمصر، تشاءم متتبعو السباحة الجزائرية من غياب البطل العربي والإفريقي سليم إيلاس بسبب الإصابة··· ولكن دون أن يدركوا أن هذا الغياب لن يكون له تأثير كبير على نتائج النخبة الوطنية في هذه التظاهرة العربية، في ظل وجود الشاب نبيل كباب، الذي نجح في ترك بصمته كأحد أفضل الرياضيين الذين سيحتفظ به أرشيف الألعاب···
كباب البالغ 20 عاما، عاد إلى الجزائر وفي عنقه ست ميداليات ذهبية كاملة، توج بها بعد فوزه بسباقات ال 50 سباحة حرة وال 100م سباحة حرة وال 200م سباحة حرة، و رفقة منتخب الجزائر في سباقات التتابع ل 4 مرات 100م سباحة حرة و 4 مرات 100م متنوعة و 4 مرات 200 م سباحة حرة·
تألق كباب هذه السنة، لم يقتصر فقط على الألعاب الرياضية العربية، بل سبق له البروز أربعة أشهر من قبل خلال الدورة التاسعة للألعاب الإفريقية التي احتضنتها الجزائر، حيث توج كباب بلقب ال 200م سباحة حرة·· متفوقًا على المرشح الأول في الاختصاص، الجنوب إفريقي جون باسون، أحد أحسن السباحين العالميين، كما نال الشاب نبيل ميدالية فضية في سباق ال100م سباحة حرة بعد احتلاله المرتبة الثانية وراء مواطنه سليم ايلاس وبفارق جد ضئيل، وكأنه كان يقول لهذا الأخير "لا تقلق يا سليم، فأنا اليوم خلفك وسيأتي اليوم الذي سأخلفك فيه على عرش السباحة الجزائرية"·