حلّ البطل العالمي الجزائري في ألعاب القوى قرني جبير سهرة الجمعة الفارطة ضيفا على قناة ''الجزيرة الرياضية'' ولفت انتباهي مما صرح به ثلاث نقاط، الأولى إعلانه العودة إلى المضامير بعد قرار الاعتزال الذي اتخذه ذات ماي من العام 2007 ولن نخوض في هذا الغمار لأنه سبق وأن تطرقنا إليه وفي حينه. النقطة الثانية التي تحدث عنها العداء جبير وذلك في خضم رده على أسئلة منشطي البرنامج. هي أنه رفقة عدائي ورياضيي الوطن العربي باتوا يجدون صعوبات جمة لإقامة التربصات وخوض المنافسات الدولية التي تقام ببلاد ''الإفرنج''، وأعطى المتحدث السبب بطريقة واضحة لا تلعثم فيها ولا تردد أو ''التفافة الثعلب''!، والتي فحواها تداعيات ما يسمى ''11 سبتمبر''، حيث يتعرّض رياضيو العرب لمضايقات واستفزازات وتحرشات وحتى اعتداءات بليغة داخل مطارات وفوق تراب ''الرجل الأبيض'' ظلما وغصبا بل وحقدا بسبب هذه المحطة التاريخية. يعني لم تشفع لا ذهبية البطولة العالمية بباريس عام 2003 ولا فضية الموعد ذاته لعام 1999 بإشبيلية ولا برونزية أولمبياد سيدني 2000 ولا الشهرة الخرافية للنجم قرني ومع ذلك مجبر عليه دفع ضريبة ''11 سبتمبر'' لأنه ببساطة هو وزملاؤه من طينة العرب. لقد أثبت الرجل الغربي الأبيض هذه الأيام أنه تمادى في غيّه وعربد كفاية، لكنه مازال يتجاسر ويذل العرب والمسلمين عامة بعد أن وضع ''فزاعة 11 سبتمبر'' لإيجاد المبرر والتسويغ الكافين حتى يمارس شذوذه ضد الأبرياء العزل، وسيبقى يصول ويجول ولا أحد بإمكانه التجرّأ لتقليم مخالبه وكبح غطرسته، لأن العرب صار ينطبق عليهم ما قاله القائد علي رضي الله عنه في أصحابه لما تقاعسوا عن نصرته والذود عن الدين الحنيف، حيث شبّههم بمالكي ''عقول ربات الحجال'' المرادف للنساء، ولكن شتان بين أصحاب رابع الخلفاء الراشدين رضوان الله تعالى عنهم وبين عرب هذا الزمان، ملامح رجالية وتصرفات ''عجرمية'' - نسبة إلى المطربة المتصابية والمراهقة ذهنيا لا بيولوجيا! النقطة الثالثة التي وردت في تصريح بطلنا إجابة عن سؤال فحواه سر عدم تمكن العدائين الخليجيين من حصد الإمتياز في كبرى المحافل الرياضية العالمية وألعاب القوى بالتحديد مقارنة بالزنوج أو أبناء المغرب العربي، قال فيها النجم جبير - ومرة أخرى من دون روغان بأنه لا يوجد سر غامض، وكل ما في الأمر، أن ''الزنوج'' وأبناء المغرب العربي يستأثرون بالألقاب والتتويجات لسبب بسيط وهو الجانب الإجتماعي الكارثي، فالذي ولد في قلب الأدغال وقس على ذلك في البلدان السائرة من سيء إلى أسوأ ولتحصيل قوته سيجد أمامه كل الأبواب مغلّقة ولن يعثر إلى على باب الرياضة مفتوحا لدواع يطول المقام في سردها، لذلك تراه يبدع للظفر بمغنمه، أما من تربى وترعرع وتمرّغ في النعيم وأتاه الخير من حيث لا يحتسب لأن والده ''حرامي'' وليس شاطرا، فماذا عساه يفعل خاصة إذا كان وسط مضمار يعج بأرمادة من الكينيين والإثيوبيين والتانزانيين وما شابههم من أصحاب البشرة الداكنة والأنف المفلطح والشعر المفلفل والحليق والشفتين العريضتين ورائحة العرق المتصبب بغزارة-عطر كرستيان ديور!-، إذا فاز هذا ''الخروف'' وقهرهم فحتما سيشيب الغراب! ذكرت هاتين النقطتين، لأن البعض مايزال يصدّق خرافة ''11 سبتمبر'' والأحمق يصدق كل ما يعرض عليه، وثانيا لأن القفز فوق الشق الإجتماعي كثيرا ما يسقط صاحبه حتى ولو ذهب بعيدا، أليس الإنسان مخلوقا اجتماعيا ومدنيا بطبعه كما قعّد لذلك العلامة عبد الرحمان بن خلدون، أم حيوان رقته الطبيعة إلى مصاف الدرجة التي يحتلها الآن كما يهذي ''التشامبانزي'' تشارلز داروين؟!