ارتفعت نسبة الإدمان على مختلف الوسائط الإلكترونية لدى الأطفال منذ بداية الوباء، وأصبح العالم الافتراضي يشكل أكبر خطر عليهم، في ظل ضعف الرقابة الوالدية، حيث أصبح المدمنون على التكنلوجيا سجناء يعيشون في عالم خيالي، الأمر الذي يتطلب، حسب المختص في أدب الطفل، الدكتور سعيد علي بوهون، دق ناقوس الخطر ولفت انتباه الأولياء إلى التحديات التي تواجه أبناءهم في عصر التكنلوجيا. يقول المختص في أدب الطفل، الدكتور بوهون، في بداية حديثه مع "المساء"، "بأن الطفل الجزائري، على غرار باقي أطفال العالم، تواجهه الكثير من التحديات والرهانات التي فرضتها العولمة، بالتالي الأسرة مطالبة بأن تكون في مستوى الرهانات التي تواجهها، خاصة أننا نعيش تداعيات الوباء، التي حولت جل الأطفال إلى سجناء في العالم الافتراضي، الذي يمضون فيه جل الوقت بين اللعب عن بعد، وتصفح مختلف ما يعرض بعيدا عن الرقابة الوالدية، الأمر الذي يتطلب، حسبه "لفت انتباه الأولياء ودعوتهم إلى الاهتمام بأبنائهم، من خلال تخصيص بعض الوقت في التواصل معهم ومرافقتهم، في خطوة تهدف إلى الحد من إدمانهم، مادام أن حرمانهم من التكنلوجيا أمر مستحيل، بالتالي تظل المرافقة الوالدية الحل الأمثل لتأمين الحماية. من جملة التحديات التي أصبحت تهدد الطفل الجزائري، حسب المختص في أدب الطفل، بناء على ما يكشف عنه الواقع الاجتماعي، تفشي بعض الظواهر الخطيرة التي يأتي في مقدمتها الإدمان الإلكتروني، وما ينجر عنه من تأثيرات وسلبيات تسيئ لنمو الطفل وشخصيته وقيمه، وترفع معدل العدوانية لديه، خاصة أنه تحول إلى سوق مفتوح على كل الاحتمالات. نجد أيضا خطر الإدمان على المهلوسات والمؤثرات العقلية، التي أصبحت تمس شريحة كبيرة من الأطفال، وفي سن مبكرة، بعدما كانت حالة شاذة، امتدت إلى هذه الشريحة، يقول "ولعل ما ساهم في تفشيها؛ سهولة الإيقاع بالطفل وجعله يدمن عليها، حتى دون أن يعرف ماهيتها، وتقوده إلى ارتكاب بعض الأفعال الإجرامية الخطيرة". وحول البدائل المقترحة لحماية الطفولة، بعد جملة المكاسب القانونية المحققة، والتي تعززت بوجود قانون خاص بحماية الطفولة وهيئة رسمية ترعاهم، أوضح المختص في أدب الطفل، بأن حماية الطفولة بعيدا على الجانب القانوني، كانت ولا تزال مسؤولية الأولياء بالدرجة الأولى، حيث يقع على عاتقهم التدخل من أجل مرافقة أبنائهم، وتخصيص أكبر وقت لهم وإلحاقهم بجملة من المرافق والبرامج الهادفة، التي تعرضها المراكز المؤطرة للطفولة والجمعيات ودور الشباب. من جهة اخرى، أوضح المتحدث، بأن الأولياء مدعوون لتحمل مسؤولياتهم الكاملة، من خلال مجالسة أبنائهم والاستماع إليهم، وتخصيص أكبر وقت ممكن للتواصل معهم والتعرف على انشغالاتهم.