أعلن الشاعر ورئيس المكتب الولائي لبيت الشعر بالجلفة، الأستاذ سليم دراجي، عن صدور ديوانه "فيما يشبه الحلم" عن دار خيال. وأضح في هذا الشأن ل"المساء"، أن جديده يمثل ديوانه الخامس، وعمله السادس، ويضم 53 نصا شعريا بين العمودي والحر، تعددت مواضيعه من العاطفي الغالب إلى الاجتماعي والوطني بصبغة إنسانية بحتة. كما توزع مضمونه على 128 صفحة من الحجم المتوسط. استهل سليم دراجي ديوانه "فيما يشبه الحلم"، بإهداء جميل لصديقه الشاعر الطاهر قرزو، أعقبه كلمات، قال إنها من ذهب، قيلت في شعره، من كل من الدكاترة بوعيشة بوعمارة من جامعة الجلفة، وباديس فوغالي من جامعة قسنطينة، وعبد القادر رابحي من جامعة سعيدة، والإعلامية فاطمة سيلت من تسيمسيلت، والأستاذة الأديبة السورية هند زيتوني. تلا ذلك مدخل في ثلاثة أبيات، يقول فيه: يا ربكم، هذا أنا وبحوزتي باقات شعري والورود وطيبتي فإذا نثرت فلملموا وتقاسموا وإذا عزفت ففي العزوف منيتي بالقلب متسع لكم فتربعوا وتمتعوا، ميما أحس بمتعتي وقد جاءت النصوص بين القصير الماتع والطويل نسبيا، وكلها بلغة الورد، كما يقال عن الشاعر سليم دراجي. وتضمّن "فيما يشبه الحلم" بعض المرتجلات التي كان سليم يكتبها مباشرة على فايسبوك لمتابعيه وقرائه الكرام، وهي مقطوعات شعرية، حاول من خلالها أن يعبّر عن الوجع الذي ينتابنا في كثير من الحالات؛ حيث لا يكون لنا ملجأ إلا الصمت، مثل: في ذمة الآن يغدو سورنا حطبا فليمح مثلك زهر البان ما كتبا يا بحر سوف يصير الموج أقبية للناسكين وللسادي وما حطبا قيس احتوته دروب العشق في زمن ليلاه شردها من كان مرتقبا جاءت رياحك تغرينا وترعبنا فما عرفناه جدا كان أو لعبا حدائق اللوز قد غابت مفاتنها والطير سبح للأحزان واغتربا والورد نام بكف الريح منخدعا وما أفاق سوى في الوحل مضطربا كم أتعب الناي في الأعراس صاحبه! ويحسب الناس أن الناي ما تعبا فاهرب بنفسك نحو الصمت يا وجعي قد يصبح الصمت في ساحاتنا ذهبا... وتطرق في هذا الديوان لظاهرة البرودة في التواصل بين الأحبة، والجفاء الذي صار عاما تقريبا بين الناس من خلال هذه المقطوعة: إذا لم تسل عني فإني سائل أعبّر عني والحروف وسائل أفتش ذاتي والمكان ومقلتي وأسأل عنك الحال، والحظ مائل فإن غبت عني واستدرت لطارئ فطيفك في عمق التلافيف ماثل... ألا أيها الطيف الذي قض مضجعي وأوحى إلى نفسي بما أنا قائل تعودت أن تأتي وتلهو بصحبتي وتسبح في جوي كأنك جائل ألا فاختصر ذاك المسار وغن لي فنومي - وإن غادرت - لا بد زائل فيا رب ما أغبى الذين قلوبهم تدين بدين الحب والنبض قاتل! يصبون جم النبض في بهو موتهم يظنون ظن السوء أنْ لا بدائل يرشون عطرا في دروب أحبة ويلوون عطشى والجفاء مقابل فتبا لقلب يستلذ بموته وتبا لمحمول جنى منه حامل... كما لم يتجاوز موضوع الساعة الذي يؤلمنا جميعا، وهو الحالة المتردية والوضعية المزرية لأمتنا، جراء الانبطاح الذي عرفته في السنوات الأخيرة، والذي ختمته بالتطبيع المقيت، حيث هذا النص: صولوا عراة فلا زلت بكم قدمُ واستنكحونا فما عادت لنا قيمُ أرخى سراويلنا أجلاف حارتنا واستسلموا حينما أغراهم العجم كنا نبارك أسماء وتعجبنا فخلفوا خلفا، ساووا ب "لا" " نعم" باعوا القضية، أهدوها لمغتصب أهدوا له الأرض والأعراض ما احتشموا منذ الجحيم الذي أهدوه تسمية أغروا بها الشعب كي يلهو، فينتقموا ذاك الربيع الذي أدمى مواسمنا يا ما جرى علنا دمع به ودم يا سيدي، فدوام العرش مرتبط بالخادمات، ونحن الرق والخدم أتى "الربيع" وصارت أرضنا مدنا منكوبة، وغدا فعلا ستنعدم جاء الربيع فما اخضرّت سنابلنا ولا الورود كما كانت ولا النغم كل الهزائم صارت في معاجمنا وصار يعبث في ساحاتنا القزم صرنا نسارع للتطبيع غايتنا أن تمتطينا مجانا هذه الأمم ويلي على أمة بالأمس كان لها في كل ربع، يد مبسوطة وفم ويلي على أمة تشتد محنتها ويستبيح حماها الحزن والألم ويلي فقد خانها التوفيق مرتديا قميص يوسف، من منهم سنتهم؟!! أكاد أسمع ما ينويه "سادتنا" قبل المنام، وفي الإصباح ما كتموا شر البلية أن تغدو هزائمنا مدعاة فخر وزهو عند من حكموا وأكثر الشر إضحاكا بساحتنا أن ندّعي وحدة والرأي منقسم ويلي أنا، هذه الأوحال تغرقنا والخائنون مضوا في ظل ما رسموا هذي الجراح التي أدموا بها وطنا ظلت تؤرقه؛ هل سوف تلتئم؟! تبا لهم، وجموع الشعب تلعنهم ملء السماوات والمجد الذي هدموا... كما كتب عن الوباء الذي عمّ فأوجع قلوبنا وأخذ أحبتنا وأتعب حياتنا؛ فكأنه غضب من الله حل بهذه البشرية؛ عقابا لها، فكانت نصوص من بينها هذا: يا الله هل رحمةٌ أم أنه الغضبُ أم أنه الكون مغتاظ ويضطربُ أم أن خلقك ما لانت جوارحهم فاهتز عرشك يا ربي وذا العتب هذا الوباء بلا قيد يهددنا ويقتل الناس بالآلاف، لا عجب يساقطون بكل الأرض ليس لهم إلاك وحدك من يبقى إذا ذهبوا فارفع قضاءك يا ربي وخذ بيد تاهت لضعف بها وانتابها الرهب لا علم ينفعها في صد جائحة احتار في شاطئيها العقل والكتب... وفي الديوان نصوص مختلفة، بعضها موّجه لأشخاص بعينهم كالنص الذي كتبه لزوجته بمناسبة ذكرى عيد ميلادها، وآخر كتبه لحفيداته، وثالث لصديقه الشاعر الطاهر قرزو، والبقية نصوص عاطفية، تنفس من خلالها بشيء من العمق؛ حبا ووجعا.