❊ "أسترا- زينكا" يمنح مناعة فعّالة وأعراضه مرتبطة بحالة المرضى أكد البروفيسور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، في تصريح ل"المساء"، أن العالم اليوم، بما فيه الدول العربية والجزائر، يواجه النسخات الجديدة لكورونا، مشددا على أن هذه النسخات المتحورة لا مجال لتجنبها دون تلقيح. وأوضح بشأن المخاوف التي أبداها بعض المواطنين الجزائريين اتجاه لقاح "استرا- زينكا"، أن هذا الأخير يمنح مناعة قوية، شريطة احترام الفترة الفاصلة بين الجرعتين وتجنب إعطائه للنساء في سن الإنجاب، مع ضرورة ضمان المرافقة الطبية لأصحاب الأمراض الخطيرة كالسرطان والقلب. وأشار الأستاذ المحاضر بجامعتي روما وبافيا بإيطاليا، إلى أن الإحصائيات أبانت أن أخطر أنواع النسخة الهندية "دالتا" ذات الثلاثة أنواع، هي "دالتا +"، وهي النسخة الأكثر فتكا وقوة انتشار من السلالة البريطانية "ألفا"، موضحا في سياق متصل بأن النسخة الفيتنامية، هي خليط بين النسختين الهندية والبريطانية. كما كشف البروفيسور عودة، عن آخر السلالات التي توصلت إليها الأبحاث العلمية في المختبرات وهي "سلالة إبسيلون"، موضحا أن النسخات الجديدة تستهدف الشباب والأطفال على وجه التحديد. وقال ذات المصدر، إن السبيل الوحيد لمواجهة هذه السلالات الجديدة هو "التلقيح بالجرعة اللازمة حسب نوعية اللقاح، (جرعة واحدة للقاح جونسون أند جونسون، وجرعتان لبقية اللقاحات كالصيني والروسي و"استرا- زينكا" و"موديرنا" و"بفايزر"). وحول المؤشرات العلمية التي تعتمدها المختبرات في الحكم على أن البلد يعيش موجة وبائية خطيرة، قياسا بالارتفاع المسجل في عدد الإصابات في الجزائر، حيث يقترب عدد الإصابات من عتبة ال500 إصابة يوميا، مع حالات وفاة تتراوح ما بين 8 و12 يوميا، اعتبر البروفيسور عودة، أن المعطيات في الجزائر، توحي بأن الوضع ليس خطيرا، مستدلا بقياس الحالة الوبائية بما يعرف ب"مؤشر العدوى" (أر أي تي)، والذي يعتبر في هذه الحالة أنه ضمن 100 ألف شخص يوجد 50 شخصا مصابا، "فإذا تجاوزت الإصابات عتبة ال50 من 100 ألف يكون البلد قد دخل مرحلة الخطر والعكس صحيح". أما بالنسبة للوفيات فهي لا تدخل حسب المتحدث في تحليل الحالة الوبائية، "لأنها عادة ما ترتبط بمناعة الشخص ومعرفة إذا ما كان المريض قد أدخل غرف الإنعاش". وبخصوص المخاوف التي يبديها بعض المواطنين من لقاح استرا- زينكا، على خلفية ما أثير حول أعراضه الجانبية، طمأن المتحدث، بالقول إنه شخصيا تلقح بهذا اللقاح وأن أثاره الجانبية لا تختلف عن الأعراض المسجلة من باقي اللقاحات، مسجلا في المقابل، بأن هذا اللقاح لا ينصح بإعطائه للنساء اللواتي هن في سن الانجاب ومن يتناولن حبوب منع الحمل. هنا أشار البروفيسور عودة، إلى أن "حالة الشخص المتلقي للقاح تتدخل في حدوث المضاعفات، "كما هو الشأن بالنسبة لمرضى السرطان والقلب ومن لديهم جلطات أو مرضى السكري، ما يستدعي إخضاعهم لتدقيق طبي قبل حقنهم". وأضاف أن لقاح استرا- زينكا، يولد مناعة قوية، شريطة أن يعطى باحترام الفترة الزمنية بين الجرعة الأولى والثانية، وهي الفترة التي تمتد بين 78 و84 يوما، فيما تتراوح بالنسبة للقاحين الصيني والروسي من 3 إلى 4 أسابيع". وبخصوص أثار التأخر في تطبيق برنامج "كوفاكس" الخاص بتوجيه اللقاحات المضاد لفيروس كورونا للبلدان الفقيرة، التي حدد عددها ب190 دولة، فقد حمل البروفيسور عودة، البلدان الغنية مسؤولية هذا التأخر، وما يترتب عنه من تحور للفيروس وظهور نسخات جديدة وخطيرة منه. وذكر في هذا الصدد، بتسليم ما بين 5 إلى 7 بالمائة فقط من حصة اللقاحات المفترض توجيهها للدول المعنية، والمقدرة في مجملها ب2 مليار جرعة، وهو ما قد يعيق، حسب محدثنا، جهود مكافحة الوباء ويتسبب في تحور الفيروس مع كل ما يجلبه ذلك من مآس على البشرية، "خاصة وأن الفيروس تغير 4 آلاف مرة منذ ظهوره ولم يتم اكتشاف سوى 30 نسخة منه لحد الآن".