دقت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية وهران ناقوس الخطر جراء الوضعية الوبائية بالولاية والتي تعرف ارتفاعا يوميا في عدد الإصابات بوباء كورونا "كوفيد 19" وحالات الإصابة بالسلالة البريطانية وسط السكان، في وقت لا تزال فيه الولاية تعرف تراخيا كبيرا وعدم وعي بخطورة الوضع، في حين سجلت حملات التحسيس والتوعية وتيرة محتشمة والتي بدأت تتسارع منذ أول أمس. تسجيل ولاية وهران، منذ بداية الأسبوع، ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بوباء "كوفيد 19" وذلك بعد استقرار نسبي خلال الأشهر الماضية والتي لم تكن فيه حالات الإصابات تتجاوز 20 حالة يوميا، ما دفع مصالح مديرية الصحة للتنبيه بأهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية والعمل بالبروتوكولات الصحية المقررة وخاصة بالفضاءات العمومية التي تستقطب المواطنين وبالأسواق والمحلات التجارية الكبرى، في ظل عدم وعي كلي بخطورة الوضع وسط المواطنين. وقد سجلت الولاية أول أمس 72 حالة إصابة بالوباء وحالتي وفاة، وهو المعدل الذي يؤشر، حسب مصالح مديرية الصحة، لخطورة الوضع وخطر الانتقال للمرحلة الثانية من الإجراءات التي تدخل ضمن الخطة التي سبق لمصالح الصحة وأن سطرتها بالولاية والتي تقضي بفتح المزيد من الفضاءات لاستقبال المرضى في حالة تجاوز 100 حالة يومي. وتفيد تقارير ومصادر بأن مستشفى النجمة المخصصة لاستقبال مرضى "كوفيد 19"، قد امتلأ بالكامل بعد فتح 120 سرير لاستقبال المصابين، حيث يتم يوميا إجراء 300 فحص عن طريق "بي سي أر"، فيما يتواجد عدة مصابين بالإنعاش على مستوى الولاية لتسجل أكبر عدد من المصابين في ثاني ولاية تعرف ارتفاعا في عدد الإصابات بعد الجزائر العاصمة. وكشفت مصادر من مصالح الصحة بولاية وهران بأنه وتبعا للوضعية الصحية بالولاية وانتشار الوباء تقرر إعادة فتح بعض المصالح المختصة في استقبال المصابين بالوباء، وذلك على مستوى المؤسسة الاستشفائية الدكتور بن زرجب والمؤسسة الاستشفائية الفاتح نوفمبر ومستشفى مجبر تامي بعين الترك ومستشفى المحقن بعد غلقها لقرابة 4 أشهر بعد أن شهدت الوضعية الوبائية استقرارا. وفي جولة ميدانية قامت بها "المساء"، أمس، عبر عدة مواقع وخاصة الفضاءات العمومية لاحظت تراخيا كبيرا في تنفيذ الإجراءات رغم التعليمات الأخيرة لوالي وهران بالعودة للتنفيذ الصارم للإجراءات، حيث شهدت مراكز البريد توافد المواطنين دون لبس الكمامات ما عدا بعض المواطنين المصطفين في طوابير كبيرة خاصة مع اقتراب عيد الأضحى لسحب المعاشات والرواتب، فيما حذر متابعون من الإقبال الكبير للمتقاعدين على مكاتب البريد دون تنفيذ الإجراءات مع اقتراب صب المعاشات الشهرية، كما انتقلنا إلى سوق "لاباستي" الواقع بقلب مدينة وهران والذي يشهد هو الآخر توافدا كبيرا للمواطنين دون لبس الكمامات ومعهم التجار، حيث لم نجد ولا تاجرا واحدا يرتدي الكمامة مقابل وجود مواطنين قلائل يرتدون الكمامات. فيما لا تزال بعض المؤسسات تفرض الكمامات على غرار "اتصالات الجزائر" ومؤسسة "سيور" ووكالات الضمان الاجتماعي ومصالح الشرطة، في انتظار تدخل صارم ومنع دخول للفضاءات العمومية دون لبس كمامات، وهو نفس الشأن بالنسبة للعمال الذين يعملون بالشبابيك مباشرة مع المواطنين دون ارتداء الكمامات. وبخصوص الإجراءات المتخذة، فقد شرعت مصالح الولاية بالتنسيق مع الحماية المدنية والشرطة والجمعيات في حملات تحسيس وتوعية إلى جانب حملات تعقيم للشوارع، وهي الحملة التي يرى فيها المتتبعون بأنها جاءت متأخرة بالنظر للارتفاع الكبير في عدد الحالات منذ أكثر من 10 أيام، غير أن ذلك لا يمنع من تواصل الحملات والقيام بتطبيق الإجراءات بصارمة، في وقت وصل فيه عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح بالولاية 56 ألف مواطن، في انتظار حصص إضافية من اللقاح للولاية التي استهلكت المخزون المخصص لها.