دعا المختص في أدب الطفل الدكتور سعيد علي بوهون، في تصريح خص به "المساء"، الأولياء، في ظل ما تعيشه الجزائر وسائر دول العالم من انتشار فيروس "كورونا"، وما نتج عنه من عودة إلى تدابير الحجر الصحي الذي حرم العائلات من الاستمتاع بأجواء العطلة، إلى التحلي بالصبر والوعي الصحي، وحسبه، فإن أهم ما ينبغي الحرص عليه، هو توعية الأبناء بخطورة الوباء وأهمية التقيد بالتدابير الوقائية التي أصبحت مألوفة. حسب المختص في أدب الطفل الدكتور بوهون، فإن عودة الوباء وما ترتب عنه من تدابير الحجر الصحي، لا يعني بالضرورة النظر إلى العطلة الصيفية بمنظور سلبي، موضحا بقوله: "خاصة أننا تعوّدنا على الوباء الذي عاش معنا لما يزيد عن السنة ونصف السنة، ولا نعرف متى سيزول، ونحن نعيش موجته الثالثة، بالتالي لابد من التكيف مع الأوضاع ومحاولة استغلال العطلة الصيفية بما ينفع الأطفال، من خلال تنمية مهاراتهم وتلبية احتياجاتهم". وحول أهم الاحتياجات الملحة للأبناء التي ينبغي إشباعها، حسب المتحدث، هي اللعب، حيث تعتبر حاجة نفسية ملحة يتطلب على الأولياء التنبه إليها، وعدم حرمانهم منها، مع التحلي باليقظة التربوية اتجاه ثلاث مسائل هامة هي: "برامج وسائل الإعلام التي قد تخدم الأبناء من حيث تنمية المهارات، ومنها ما يؤثر فيهم سلبا. أما العنصر الثاني، وهي التطبيقات الإلكترونية، حيث ينبغي للأولياء أن يتنبهوا لما يشاهده أبناؤهم من تطبيقات وألعاب لحمايتهم من إدمانها"، وأخيرا يقول: "البيئة الاجتماعية، والتي يقصد بها بمن يحتك أبناؤهم ومن يصاحبون، والذي من شأنه أن يفسد سلوكهم"، داعيا في السياق، إلى ضرورة تحويل المنازل إلى شبه مدرسة للتنشئة لأكثر من سبب، أهمها يكشف "أننا لا نعرف متى سينتهي الوباء، بالتالي يتعين على الأولياء تحمل مسؤولية تنشئة أبنائهم تنشئة تربوية ترفيهية تثقيفية، وهو ما يقود في هذا الإطار إلى تنبيه أرباب الأسر، إلى ضرورة الاهتمام بتكوين أنفسهم لمعرفة كيفية التعامل مع أبنائهم، في ظل هذه الظروف التي لم نعهدها سابقا". المشاركة في الأنشطة الجماعية ضرورة من جملة المقترحات التي يدعو المختص في أدب الطفل الأولياء إلى تعويد أنفسهم عليها، لمرافقة الأبناء، هي المشاركة في الأنشطة الجماعية، التي تصب في رعاية مواهب أبنائهم ومرافقتهم، مشيرا إلى "أن كل هذا لا يتحقق في ظل ظروف الحجر الصحي، إلا باللجوء إلى التخطيط وتسطير برنامج من شأنه التخفيف على الأبناء من عبئ الحجر الصحي الذي طال أمده". من جهة أخرى، أوضح المختص في أدب الطفل "بأن وباء كورونا، إن صح التعبير، غير من طريقة التنشئة الاجتماعية للأبناء، بحيث فرض على الأولياء مسؤولية الاهتمام بأبنائهم ورعايتهم وتثقيفهم وتربيتهم وتعليمهم، دون الاعتماد على المؤسسات التي عادة ما تقوم بمثل هذه المهام، وحسبه "فإن المرافقة في الوقت الراهن، هي أهم ما يجب للأولياء القيام به خلال العطلة، وعدم إلقاء اللوم على الوباء، رغم انعكاساته السلبية من خلال البحث عن بدائل تحتوي كل الأسرة، وتشبع احتياجاتها في مختلف المجالات".