دعا الدكتور سعيد علي بوهون، مختص في أدب الطفل، الأولياء إلى إعطاء أهمية قصوى لتهيئة الأبناء للدخول المدرسي، خاصة بعد طول فترة انقطاعهم عن التعلم لأزيد من سبعة أشهر، مما يستدعي، حسبه، تفكيرا جديا في كيفية إعادتهم إلى جو التعلم، ولو كان ذلك عن بعد، كمرحلة تسبق التحاقهم بمقاعد الدراسة، انطلاقا من هذا، حاول المختص في أدب الطفل من خلال المحاضرة التي ألقاها مؤخرا، بالمركز الثقافي الإسلامي، أن يقدم بعض التوجيهات التي تساعد الأولياء على تحضير أبنائهم لهذا الموعد. أشار الدكتور بوهون، في بداية تدخله، عن طريق تقنية التواصل عن بعد مع المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، إلى أن وباء "كورونا" خلف الكثير من التداعيات النفسية على الأبناء، وكانت له تأثيرات ذهنية على مختلف المكتسبات التي حصلوها السنة الماضية، إلى جانب تداعيات سلوكية فيما يتعلق بالكيفية التي أمضوا بها فترة الحجر المنزلي، كل هذا يحتاج إلى ضرورة التعامل معها بروية وحكمة. الجديد في الدخول المدرسي هذه السنة، هي الإجراءات التي ينتظر أن تتخذها الوزارة من أجل منع انتشار الوباء، والدور الذي ينتظر أن يلعبه المعلمون والأولياء لإعادة أبنائهم إلى المدارس، كل هذا يتطلب التقيد بجملة من التوجيهات التي إن تم العمل بها من الطرفين، "نصل إلى تحقيق دخول مدرسي آمن، ويكون هناك توافق بين الطرفين المتمدرس والمعلم"، في ظل التراجع المسجل في الوباء، والذي يعتبر من المؤشرات الإيجابية التي يتطلب الأمر التعامل معها بحكمة. من بين التوجيهات التي يجب على الأولياء العمل بها؛ جلوسهم مع أبنائهم لجس نبضهم وبحث الرغبة في العودة إلى التعلم لديهم، هل هي موجودة؟ هل هناك شغف لأجواء التمدرس، أو العكس هناك نفور ورفض؟ خاصة بعد مضي فترة طويلة من الراحة، وهذا يقود، حسبه، "إلى الإجراء الثاني، وهو محاولة، بناء على ما توفر من معلومات أولية حول قابلية العودة من عدمه، توضيح الصورة بأن العودة حتمية، ورغم أنها تأتي في ظروف استثنائية تتعلق بتدابير الوقاية"، لكن يقول المختص "هذا يتطلب الابتعاد على التهويل حتى لا يشعر الأبناء بالخوف، ومن ثمة لا يرغبون في العودة"، مشيرا إلى أن العودة إلى التعلم ضرورة حتمية، بالتالي لابد من توعيتهم إلى كيفية التعلم، مع الأخذ بكل تدابير الوقاية، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة". من بين التوجيهات الهامة التي يجب العمل بها أيضا، حسب الدكتور بوهون، السعي إلى غرس دافعية التعلم خلال الفترة التي لا يزال فيها في البيت، لتهيئته إلى العودة، خاصة أن فترة العطلة طالت، وهذا مؤشر سلبي ينعكس على مكتسباته التعليمة تتطلب أن يتم تداركها، مع السعي في هذا الفترة بالذات، التي تسبق العودة التدريجية إلى المدارس، التخفيف من مختلف المثيرات والملهيات التي اعتاد عليها ابنهم طيلة فترة الراحة، والسعي إلى تنظيمها، ويشرح في هذا السياق بقوله "التفاعل الكبير مع مختلف الألعاب الإلكترونية واللعب بدون قيود، كل هذا يتطلب إعادة تنظيمه والتخفيف منه، وهذا لا يتحقق إلا بالسعي إلى إعطاء وقت مستقطع للتعلم". من جهة أخرى، استعرض الدكتور بوهون، أهم التوجيهات التي تتطلب من الطاقم التربوي التقيد بها، لتسهيل وتيسير عودة التلاميذ إلى مدارسهم، ومن بينها "أن تبادر المدرسة إلى تهيئة التلاميذ السلوكية والذهنية، من خلال تخصيص الحصص الأولى لتبسيط صورة التعلم في ظل الوباء، والتأكيد على أنها مسألة ممكنة وغير مستحيلة، إلى جانب العمل على مرافقة الحالات التي تجد صعوبة في التكيف مع هذا الوضع الاستثنائي"، يؤكد في نفس الصدد: "هذه الفئة بالتحديد، تتطلب من المعلم أن يكون على دراية بها، لتأخذ حقها من المرافقة". أكد المحاضر في الختام، على أهمية الحرص على التواصل مع الأسر، من أجل المتابعة والمرافقة، خاصة أن التدابير في غياب الحرص، تظل غير كافية لمنع انتقال العدوى، والحفاظ على الاستقرار المسجل بعد تراجع عدد الحالات المصابة.