كشفت سلمى آيت قاسي، طبيبة مختصة في الأمراض الجلدية، أنه من المضاعفات الشائعة والمحتملة بعد مرحلة التعافي من الإصابة بعدوى فيروس "كوفيد-19"؛ تساقط الشعر بشكل غزير، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من النساء خلال هذه الأيام، يشتكون من هذا المشكل، لاسيما أنه يتزامن مع فصل الخريف، فصل تساقط الشعر، الأمر الذي يزيد من حدة هذا المشكل الذي تستشير بخصوصه الكثيرات هذه الأيام. أوضحت المختصة أن تساقط الشعر يوميا، حالة شائعة، حيث من الطبيعي أن يفقد الشخص حوالي 50 إلى 100 شعرة في اليوم الواحد، دون أن يدرك تماما ذلك، إذ أن الشعر يتجدد ويكون ذلك العدد المتساقط قد خلف تماما، الأمر الذي يجعل المظهر لا يتغير ولا يبدو على صاحبه أنه يعاني تساقط الشعر، في حين قد يتحول ذلك إلى مشكل، في حالة ما إذا زاد العدد عن تلك الحالة الطبيعية، أو لم ينمو الشعر من جديد، فتبدو بعض المناطق خالية تماما من الشعر أو بمجرد لمس الشعر تتساقط منه كمية كبيرة، وهنا يكمن المشكل الحقيقي، ونكون أمام حالة تساقط الشعر غير طبيعية. أكدت في السياق، أن أكثر من يعاني من هذا المشكل، النسوة، تقول آيت قاسي: "فهن يولين أهمية أكبر لمظهرهن الخارجي، كيف لا وأن الشعر يقال عنه نصف جمال المرأة، فتساقطه يسبب في فقدان الثقة في النفس، ويزعج صفو حياتهن، مما يجعلهن يتوجهن نحو اقتناء مقويات وأدوية وشامبوهات باهظة الثمن لعلاج ذلك، في حين أفضل ما يمكن القيام به، هو الوقاية من خلال نظام معيشي وروتين أكل صحي أكثر". الإجهاد المزمن والغذاء غير الصحي قالت الطبيبة، إن أكثر المشاكل المسببة لتساقط الشعر، حسب المختصة، هو الإجهاد المزمن أو النظام الغذائي غير الصحي، فضلا عن التعرض الكبير لأشعة الشمس، كما يحدث في فصل الصيف، الأمر الذي يؤثر على صحة فروة الرأس ويجعلها أكثر هشاشة وحساسية، بالتالي تشهد المرحلة الموالية تساقط الشعر، ليكون ذلك خلال فصل الخريف. أضافت أيت قاسي، أنه اليوم هناك مشكل آخر، وكأنه جاء لدعم مشكل تساقط الشعر خلال الخريف، وهو الإصابة بفيروس "كورونا" قبل فترة، حيث قالت: "إن المتعافين من الفيروس قد تبقى لديهم بعض الآثار الجانبية بعد التعافي، تتمثل في تساقط الشعر، وهذا ما توصلت إليه العديد من الدراسات في هذا الإطار، لحالات اشتكين من تساقط حاد للشعر بعد التعافي من الفيروس". طمأنت المتحدثة أن ذلك مجرد أثر عرضي للإصابة، ناتج عن أسباب عديدة، أهمها الاجهاد والتعب النفسي الناتج عن الإصابة، وهذا يظهر أكثر لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية فروة الرأس، إلى جانب ما يتم تناوله من جرعات عالية من الأدوية التي يمكن أن تؤثر على الصحة العامة، لاسيما المضادات الحيوية التي يمكنها أن تؤثر في تساقط الشعر، بسبب تراجع عدد من الفيتامينات خلال عمل الجسم على مقاومة الفيروس، لاسيما الفيتامين "بي"، وهي من أهم المغذيات التي تؤثر على الغدة الدرقية والمناعة الذاتية. نصحت الدكتورة بأهمية استشارة المختصين لتحديد العلاج، إذا تطلب الأمر ذلك، في حالة تساقط حاد للشعر، أو فقط اتباع نظام غذائي متوازن وجرعات من الفيتامينات اللازمة، على أن يتم قبل ذلك، تحليل الدم لمعرفة نقائص الجسم قبل تبني أي علاج.