توفي، أمس، عالم الذرة الباكستاني، عبد القادر خان، الملقب ب"أب القنبلة النووية الباكستانية" عن عمر ناهز 85 عاما بعد إصابته بفيروس كورونا الذي أقعده فراش المستشفى منذ شهر أوت الماضي. وأعلنت السلطات الباكستانية وفاة خان مهندس البرنامج النووي الباكستاني والذي مكن أول بلد إسلامي من امتلاك القنبلة النووية ودخول بلاده رسميا شهر ماي 1998 النادي النووي الذي يضم الدول النووية في العالم، وهو ما منحه لقب "البطل القومي" رغم توجيه اتهام له بتسريب التكنولوجيا النووية لإيران وكوريا الشمالية وليبيا. وأثارت وفاة خان موجة حزن في البلاد، أعرب على إثرها الرئيس الباكستاني، عارف علوي "عن حزنه العميق لوفاة هذا العالم"، وقال إن "خان ساعدنا في تطوير رادع نووي حيوي لبقاء الأمة والبلاد لن تنسى أبدا خدماته". وعبر الوزير الأول الباكستاني، عمران خان، عن حزنه الشديد لوفاة خان، مشيرا إلى مدى الإعجاب الذي يكنه يحظى به العالم الراحل في باكستان نظير "مساهمته الحاسمة في جعل دولة باكستان دولة نووية والتي جعلت منه رمزا وطنيا". ورغم الإعجاب الذي حظي به الدكتور خان، كونه مكن بفضل علمه باكستان من التنافس مع الهند في مجال الطاقة النووية بما منح البلاد "دفاعا منيعا"، إلا أنه وضع شهر فيفري من عام 2014 رهن الإقامة الجبرية بالعاصمة إسلام أباد، بعد اتهامه بتوزيع تقنيات التصنيع النووي بشكل غير قانوني تسعينيات القرن الماضي، حيث لم ينف على شاشة التلفزيون الباكستاني، مشاركته في أنشطة انتشار الأسلحة، قبل أن يتراجع عن تصريحاته ويحصل على عفو من رئيس البلاد آنذاك الجنرال، برويز مشرف. وقال عبد القادر خان في تصريح سنة 2008 لقد "أنقذت باكستان لأول مرة عندما جعلت منها دولة نووية وأنقذتها مرة أخرى عندما اعترفت بها وتحملت كامل المسؤولية عنها". وقضت محكمة باكستانية عام 2009 بإنهاء إقامته الجبرية ومنذ ذلك التاريخ ظل خاضعا لحماية شديدة مع إجباره على إبلاغ السلطات مسبقا بكل تحركاته. وولد عبد القادر خان في الفاتح أفريل عام 1936 في مدينة بوبال الهندية وهو متحصل على شهادة علمية من جامعة كراتشي عام 1960 وواصل تعليمه العالي بالعاصمة الألمانية برلين قبل توجهه إلى هولندا وبلجيكا. وعينه رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق، ذوالفقار علي بوتو للإشراف على برنامج تخصيب اليورانيوم، حيث توصل فريقه عام 1978 إلى مرحلة التخصيب وفي عام 1984 كان على استعداد لتفجير أول قنبلة نووية. وكانت مساهمته في البرنامج النووي لبلاده في تصميم أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من أجل الوصول به إلى معدل تركيز مناسب لتصنيع الأسلحة.