يجمع أغلب من استطلعت "المساء" رأيهم، من سكان بلديات العاصمة، على أهمية الانتخابات المحلية المقررة في نوفمبر القادم، وما ستحمله من وعود للتكفل بانشغالاتهم وتلبية ولو جزء من مطالبهم، ملحين في هذا الشأن، على ضرورة توفر في كل من يتقدم إلى هذا الموعد "النزاهة والانفتاح على الآخرين"، فيما رصدت ما ينتظرونه من ممثليهم في المجالس الشعبية البلدية القادمة. يرى كل من تحدثت إليهم "المساء"، مميزات يجب أن تتوفر في المرشح للانتخابات المحلية، في حين أجمع عدد كبير من الذين ضم الاستطلاع رأيهم في الموضوع، ببعض بلديات العاصمة، على غرار المقرية والحراش وبوروبة، على أهمية توفر شرطين أساسيين هما "النزاهة" و"الانفتاح على الآخرين"، من خلال الاستماع لانشغالات المواطن. شباب المقرية يعلقون آمالهم على وعود المترشحين البداية كانت من بلدية المقرية، حيث كان لنا بمدخل البلدية، حديث مع عدد من الشباب، حول أهمية الانتخابات المقبلة بالنسبة لهم، وماذا ينتظرون من المنتخبين الجدد، وهل تمكنت العهدة السابقة من تحقيق ما كانوا يطمحون إليه؟ وهل كانت في مستوى طموحات سكان البلدية؟، حيث أجابنا الجميع، بأنهم يأملون في أن تصنع المجالس المنتخبة هذه المرة الفارق، وأن تكون عند مستوى الوعود التي تقدم خلال هذه الحملة الانتخابية. في هذا الإطار، قال الشاب "فريد" البالغ من العمر 27 سنة: "أتمنى من رئيس المجلس الفائز أن ينظر إلى حال الشباب ويأخذ بيدهم، وأن يجتهد في تجسيد مشاريع من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة للبلدية، وتساهم في فتح مناصب شغل لهم". وبخصوص ما إذا تمكنت العهدة السابقة من تحقيق المشاريع التي أطلقتها، قال رضا: "أنظري إلى حالة الطرق بالحي وإلى النفايات المنتشرة في كل أرجائه، لم يتغير شيء، حيث أنه وفي كل عهدة يقدم لنا المنتخبون وعودا كثيرة لتحسين ظروف عيشنا، لكن لا حياة لمن تنادي فكل تلك الوعود، يضيف محدثنا، "كانت من أجل استمالتنا وكسب أصواتنا لا غير". عبر سكان البلدية عن أملهم في أن يكون المنتخبون الجدد في مستوى تطلعاتهم، من خلال اجتهادهم في حل مشاكل المواطنين العالقة، وتجسيد مشاريع جديدة ترفع الغبن عنهم، والعمل على تذليل كل العراقيل التي تنغص حياة المواطنين. وقال الشاب "فاتح"، عون إداري، إن أهم صفة لمرشحه هي "عدم التعالي على الآخرين، وألا تصيبه حمى الكرسي، وأن يكون مستقبلا للمواطنين، ويعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية واحترام الناس وتحقيق مطالبهم". أما "رضا"، فقد أكد على ضرورة أن يكون المرشح "شعبيا"، وأن يعمل على تحقيق المصلحة العامة. ترى إحدى الشابات، أن المرشح يجب أن يتمتع بصفات أخلاقية، وأن يكون محبوبا ومقبولا من قبل الآخرين، وأن ينسى مصالحه الخاصة، ناهيك عن انفتاحه على الآخرين، ويتقبل أفكارهم وملاحظاتهم ويعمل بكل جدية ومسؤولية. سكان بوروبة يأملون في تدارك نقائص التنمية نفس الآراء رددها على مسامعنا سكان بلدية بوروبة، الذين بدوا أكثر تشاؤما، باعتبار أن بلديتهم لم تستفد من مشاريع من شأنها رفع الغبن عنهم، خاصة ما تعلق منها بمشكل السكن والمرافق الترفيهية التي تغيب تماما عن بلديتهم، فضلا عن مشكل البطالة الذي أرهقهم كثيرا. وفي هذا الصدد، أعرب سكان البلدية، عن استيائهم وتذمرهم من استغلال بعض الأحزاب والتشكيلات السياسية لأوضاعهم المعيشية الصعبة، واستثمارها في حملاتهم الانتخابية، لحصد أكبر عدد من الأصوات، "بوعود لا تمت بصلة للواقع"، وأوضحوا أنه في كل مرة يكون خلالها المواطن على موعد مع استحقاق انتخابي، يلجأ بعض المترشحين إلى زيارة الأحياء، وتقديم الوعود للقاطنين من أجل التكفل بانشغالاتهم ومطالبهم، لكنها سرعان ما تتبخر بمجرد نهاية العملية الانتخابية، ونيل كرسي الاستحقاق، وبعدها "لا حياة لمن تنادي". يرى الأستاذ ياسر الحسن، من نفس البلدية، أن أهم مقومات المرشح هي النزاهة في مواكبة المرحلة ومسيرة الإصلاح، وأن يضع مصلحة البلد فوق كل المصالح، فالوقت حاليا لا يتحمل التسويف، بل يحتاج للعمل الجاد، وأن يرى الناس نتائج عمل المنتخب على أرض الواقع ويتقبل النقد بصدر رحب، مع ضمان تواصله الدائم والمباشر مع المواطنين. وقال أحد المواطنين "إن الصفة الضرورية والهامة التي يتوجب أن يتسم بها أي مترشح، هي أن يكثر من الأفعال وأن يقلل من الأقوال، فهذه المرحلة هي مرحلة عمل، والمواطن يريد أن يرى الخدمات على أرض الواقع، وأن تتحقق العدالة بين الجميع دون استثناء، لأن ذلك يريح المواطنين ويقلل من الحساسيات والمحسوبية". وأشار إلى "ضرورة تحمل المترشح للاستحقاق القادم، المسؤولية كاملة في التكفل بانشغالات الناس، ويعاملهم بنفس المكيال، مع اشتراط أن يكون نظيف اليد ومحباً لبلده، ويعمل على تحقيق مصالح الناس لا المصالح الشخصية له ولعائلته". قاطنو كوريفة بالحراش يطالبون بوعود ملموسة انتقلنا من بلدية بوروبة باتجاه بلدية الحراش، وبالتحديد إلى حي كوريفة، الذي طالما أطلق قاطنوه صرخات المعاناة حول عدة انشغالات أرقت يومياتهم. وفي حديثنا مع سكان الحي، لمسنا درجة الاستياء والامتعاض لديهم تجاه السلطات المحلية لبلديتهم، والتي لم تعر حسبهم أي أهمية لمعاناتهم التي طال أمدها، حيث لم تغير العهدات السابقة شيئا في حياتهم، كما عبر أحد المواطنين في هذا المقام: "في كل مرة يطلق فيها المترشحون حملتهم، نتلقى وعودا، تجعلنا نعيش أحلاما كبيرة، غير أننا وبمجرد انتهاء الحملة وتنصيب رئيس البلدية الجديد، نعود إلى معايشة الواقع المر الذي يلازمنا منذ عدة سنوات". وفي هذا الصدد، عبر السكان، عن أملهم في أن تكون محليات نوفمبر 2021 مغايرة تماما للانتخابات المحلية السابقة، وأن تكون في مستوى طموحات المواطنين وانشغالاتهم المرفوعة. ويرى السيد صادق أحد سكان الحي، "إن خدمة المواطن أولى الاهتمامات التي يجب أن يضعها المترشح نصب عينيه في تنفيذ المشاريع الضرورية، وعلى المواطن في الجانب الآخر، اختيار رئيس بلدية ذو كفاءة وشهادة مناسبة لا منصبا يتسلمه فقط". وأشار بدوره الشاب عبد القادر عبد الله، إلى أن "من ينجح في الانتخابات يجب أن يمثل مصالح المجتمع ويحقق الأهداف المرجوة منه".