تقاطعت آراء المواطنين في سوء تسيير المنتخبين المحليين خلال العهدات السابقة، حيث ما تزال -حسبهم- العديد من المشاريع التي تم إطلاقها خلال حملاتهم الانتخابية السابقة، لم تجد تجسيدا على أرض الواقع وبقيت حبيسة أدراجهم تنتظر عهدة جديدة ومنتخبون جدد يصنعون الفارق بتجسيدهم مشاريع لصالح السكان ويكون التغير الحقيقي على يدهم. وفي هذا المقام عبّر عدد من المواطنين ممن تقربت منهم “الشعب" بمختلف بلديات العاصمة، على غرار بلدية الدويرة، أولاد فايت، باب الوادي، عن أملهم في أن تتدارك المحليات المقبلة النقائص التي ما تزال على مستوى بلدياتهم، بعد أن عجزت العهدات السابقة في معالجتها، خاصة ما تعلق منها بمشكل السكن، البطالة، وتوفير مرافق ترفيهية...، حيث كانت مجرد وعود. البداية كانت من بلدية الدويرة غرب العاصمة، حيث كان لنا وبمجرد وصولنا إلى مدخل البلدية فرصة الحديث مع عدد من الشباب حيث سألناهم عن أهمية الانتخابات المقبلة بالنسبة لهم وماذا ينتظرون من المنتخبين الجدد، وهل تمكنت العهدة السابقة من تحقيق المشاريع التي كانت قد أطلقتها سابقا وهل كانت في مستوى طموحات سكان البلدية، أجابنا الجميع نحن نأمل في أن تصنع المجالس المنتخبة هذه المرة الفارق وأن تكون عند مستوى الوعود التي تقوم بإطلاقها خلال هذه الحملة الانتخابية. وفي هذا الإطار، قال الشاب مروان البالغ 27 سنة من العمر، أتمنى من رئيس المجلس الفائز أن ينظر إلى حالة الشباب ويأخذ بيدهم ، وان يجتهد في تجسيد مشاريع من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة للبلدية وتسهم في فتح مناصب شغل لهم. وعما إذا تمكنت العهدة السابقة من تحقيق المشاريع التي أطلقتها، قال جمال، انظري إلى حالة الطرق بالحي والى القمامة المنتشرة بكل أرجائه، لم يتغير شيء حيث أنه و في كل عهدة يطلق علينا المنتخبون وعودا لتحسين ظروف عيشنا، لكن لا حياة لمن تنادي فكل تلك الوعود يضيف محدثنا، كانت من أجل استمالتنا وكسب أصواتنا لا غير. عبر سكان الدويرة عن أملهم في أن يكون المنتخبون الجدد في مستوى تطلعاتهم من خلال اجتهادهم في حل مشاكل المواطنين العالقة وتجسيد مشاريع جديدة ترفع الغبن عنهم، وكذا العمل على تذليل كل العراقيل التي تنغص حياة المواطنين. نفس الآراء رددها على مسامعنا سكان بلدية أولاد فايت، حيث بدا سكانها أكثر تشاؤما باعتبار أن بلديتهم لم تستفد من مشاريع من شأنها أن ترفع الغبن عنهم خاصة ما تعلق منها بمشكل السكن و المرافق الترفيهية التي تغيب تماما عن بلديتهم، فضلا عن مشكل البطالة الذي أرهقهم كثيرا. وفي هذا الصدد، أعرب سكانه عن استيائهم وتدمرهم من استغلال بعض الأحزاب والتشكيلات السياسية لأوضاعهم المعيشية الصعبة واستثمارها في حملاتهم الانتخابية لحصد أكبر عدد من الأصوات بوعود لا تمت بصلة للواقع، ففي كل مرة يقول سكان البلدية يكون فيها الوطن على موعد مع استحقاق انتخابي يلجأ بعض المرشحين إلى أحيائنا ويطلقون حملاتهم الانتخابية، منها شعارات ووعود ومشاريع ضخمة، وعند نهاية العملية الانتخابية ونيل كرسي الاستحقاق .. لا حياة لمن تنادي. انتقلنا من بلدية أولاد فايت باتجاه بلدية باب الوادي وبالتحديد إلى حي وادي قريش هذا الحي العتيد الذي لا طالما أطلق صرخات مواطنين لا طالما عانوا التهميش. وفي حديثنا مع سكان الحي لمسنا درجة الاستياء والامتعاض لدى قاطنيه تجاه السلطات المحلية لبلديتهم والتي حسبهم لم تعر أية أهمية لمعاناتهم التي طال أمدها، حيث لم تغير حسبهم العهدات السابقة شيء في حياتهم، حيث عبر في هذا المقام: “نحن في كل مرة يطلق فيها المنتخبون المحليون حملتهم نتلق وعودا بالترحيل حيث يجعلنا المترشحون، نعيش أحلاما كبيرة، غير أننا و بمجرد انتهاء الحملة وتنصيب رئيس البلدية الجديد، نعود إلى معايشة الواقع المر الذي يلازمنا منذ عدة سنوات. وفي هذا الصدد، عبر السكان عن أملهم في أن تكون انتخابات 2012 مغايرة تماما عن الانتخابات المحلية السابقة وان تكون في مستوى طموحات المواطنين وانشغالاتهم المرفوعة.