طالب مرضى "السيلياك" بالجزائر العاصمة، على لسان جمعيتهم المنتسبين إليها، بالتحقيق في الأكل المخصص لهم، الذي لابد أن يكون خاليا من مادة الغلوتين، التي تسبب لهم حساسية كبيرة، بعدما رفعت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك مؤخرا، تحذيرا في هذا الخصوص، وجاء على صفحتها، أن البعض يتلاعب بغذاء هؤلاء المرضى للربح على حساب صحتهم. أشارت رئيسة جمعية مرضى "السيلياك" بالعاصمة، صفية جباري، إلى أن تحسيس المرضى المصابين بحساسية الغلوتين، بالنظام المعيشي الذي لابد أن يتبعوه للتعايش مع المرض، لايزال من أبرز مهام الجمعية، لاسيما أن هذا الداء يبقى مجهولا عند فئة كبيرة من المواطنين، خصوصا أن بعض المرضى ولدى اكتشافهم للمرض وتشخيصه لأول مرة، لا يدركون النظام الغذائي الذي يجدر اتباعه، لتخفيف حساسيتهم ضد بعض المنتجات، لاسيما تلك التي تحتوي على الغلوتين المتواجد أساسا في القمح، وكذا منتجات أخرى، وهو ما يؤزم وضعهم الصحي في حالة استهلاكه. أضافت جباري، أن تقبل المرض لدى فئة الأطفال، يكون أكثر صعوبة منه لدى الأشخاص البالغين، فالطفل دائما ما ينجذب نحو بعض المنتجات التي تعد تهديدا لراحته وصحته، إاذ تحتوي الكثير من المنتجات على الغلوتين، وفرض على الطفل حمية خالية من تلك المنتجات أمر في غاية الصعوبة. أضافت المتحدثة قائلة: "بعض المؤسسات المصنعة للمنتجات الغذائية، أصبحت اليوم تهتم فقط بهذا النوع من الأغذية الخالية من الغلوتين، لتجد بدائل في تصنيع منتجات بجودة جيدة، تكون بذلك ثاني خيار أمام المرضى المصابين بالحساسية من هذا النوع، ولحساسية الأغذية التي يتناولونها، أصبح الاهتمام يتسع ليمس تقريبا غالبية المنتجات، من حلويات، دقيق، سكاكر، المعكرونة وغيرها من المنتجات التي خففت ولو نسبيا، من معاناة هؤلاء ، من خلال استهلاك ما يريدونه بصفة شبه طبيعية، حتى وإن كانت أسعار تلك المنتجات أعلى مقارنة بالمنتجات الأخرى". في هذا الصدد، قالت رئيسة الجمعية، إن الغش في إنتاج هذا النوع من المواد خطر على صحة المريض، وأن ما كشفت عنه مؤخرا، المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، لابد من التحقيق حوله، لضمان جودة ونوعية ما يستهلكه المرضى، على أساس أنه أمن، لكن في حقيقة الأمر يمكنه أن يهدد صحته، ويصيبه بمضاعفات صحية، وهذا بردع كل من يحاول الاتجار بصحة الناس وراحتهم. حسب رئيسة الجمعية، فإنه يجري كل سنة إحياءً اليوم العالمي لمرضى "السيلياك"، للتوعية والتحسيس بالمرض، خاصة أنه لايزال مجهولا عند فئة كبيرة من المواطنين، مع إقناع البعض الآخر الذي لا يزال رافضا تماما للمرض، وبعد كل ذلك، وضع هؤلاء المرضى أمام تحد جديد، يتمثل في تناول مواد مغشوشة تهدد صحتهم، وهو أمر مرفوض تماما. على صعيد آخر، أوضح كمال يويو، رئيس مكتب العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، أن المنظمة سوف تتبع القضية وتدقق فيها، وفور صدور التحاليل التي تقوم بها وفق قدراتها، باعتبارها باهظة الثمن، على حد تعبير كمال يويو، سترسلها فورا إلى وزارة التجارة للتحقيق أكثر فيها، وردع هذا النوع من السلوكيات التي تهضم حق المواطن في استهلاك منتجات سليمة، لاسيما أنها موجهة لمرضى لديهم حساسية، والغش في منتجاتهم تهدد صحتهم وتزيدها تعقيدا.