❊ مبادئ مقدسة لا تزول بزوال الرجال ولا تتغير بتغير الأحوال أكد المجاهد والسفير السابق، نور الدين جودي، أن الثورة الجزائرية لم تكن محركا "أساسيا" لاسترجاع السيادة الوطنية فحسب بل كان لها تأثير "عظيم" على تحرير إفريقيا. وفي تصريح عشية إحياء الذكرى ال67 لاندلاع ثورة التحرير الوطني قال الدبلوماسي أن "الثورة الجزائرية يجب ألا تعتبر محركا أساسيا لاستعادة سيادتنا فحسب بل حركة كان لها أثر عظيم على تحرير إفريقيا". واعتبر جودي أن قيمة الثورة الجزائرية المجيدة لاتزال قائمة كما قال وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، مؤكدا أنها قائمة على مبادئ "مقدسة" وطالما أنه هنالك شعوب ترزخ تحت نير الاستعمار فالجزائر ستكافح في سبيل حريتها. ويرى المتحدث أنه لا بد من رؤية هذا البعد من خارج الحدود الوطنية، فهو بعد يجلب لنا "ضغينة" من جارتنا الغربية وبعض البلدان الأوروبية التي "لها نظرة سيئة عن ثورتنا الحاملة لمبادئ مقدسة لا تزول بزوال الرجال ولا تتغير بتغير الأحوال". وشدد على أن هذه الثورة ليس لها ميزة جزائرية فحسب بل أضحت ثورة على الصعيد "القاري أولا ثم الكوني بعد ذلك". وقال جودي إن ثورة الفاتح نوفمبر 1954 كان لها أثر "بالغ للغاية" لأنه منذ الوهلة الأولى لانطلاقها "وبينما نحن لا نزال في خضم الكفاح المسلح بدأنا في تكوين مقاتلين من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى والذين كانوا في معسكرات تكوين". وتابع يقول إنها ثورة "حقيقية" حيث كان الكفاح المسلح أحد الركائز التي قامت عليها الثورة وكانت المقاومة المنظمة للشعب ركيزتها الثانية بينما كان التنظيم الدبلوماسي للثورة ثالث الركائز آنذاك. ولدى تطرقه لمعركة ديان بيان فو التي انتصر فيها الشعب الفيتنامي على الجيش الفرنسي في 1954 الذي تكبد هزيمة نكراء, أكد السيد جودي أن انتصار جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني "ذهب أبعد" لأنه مس مجمل القارة الإفريقية. وأبرز في هذا السياق أن بعض أحداث حرب التحرير لاسيما معركة الجزائر لاتزال تدرس بالأكاديمية العسكرية للولايات المتحدةالأمريكية. وبعد ان اعتبر ان هذه الثورة لم تتوقف سنة 1962 أضاف المجاهد ان الكفاح المسلح انتهى سنة 1962 ولكن روح الثورة استمرت، مؤكدا أن "دعمنا الحالي لحقوق فلسطين والشعب الصحراوي نابع حقيقة من المبادئ الملموسة التي أدرجت فيما سبق في مؤتمر الصومام". وقال المتحدث أن الجزائر لها تأثير "قوي جدا" في إفريقيا بعد الاستقلال مضيفا أن "بلدنا واصل الكفاح ليس فقط من أجل سيادته بل للاستقلال الكامل لإفريقيا والإفريقيون يدركون ذلك". وأبرز جودي أنه لا يجب أن ننسى أنه قبل اندلاع الثورة التحريرية وقع حدث مهم وهو إنشاء المنظمة الخاصة سنة 1947 أول محاولة لتنظيم الكفاح المسلح لكي تنال الجزائر حريتها كما كان المستعمر قد نجح في تحطيم عناصر المنظمة الخاصة ولكنها برزت مجددا لخوض الكفاح المسلح المنظم والموحد والشامل في كل التراب الوطني. وقال الدبلوماسي والمجاهد نور الدين جودي ان الحركة الوطنية استخلصت الدروس من كل ما جرى في الماضي أي الاغتيالات والجرائم والنفي ومختلف الثورات والانتفاضات الشعبية و 8 ماي 1945 مؤكدا أن عبقرية قادة الثورة الجزائرية تجسدت في تفاديهم أخطاء الماضي مع الاعتماد على الالتزام الشامل للشعب الجزائر.