سجلت المديرية الولائية للحماية المدنية بوهران، عدة انهيارات؛ جزئية وأخرى كاملة لبنايات، وتشققات في الجدران، وانجراف التربة بعدة مناطق من الولاية، خاصة بوسط المدينة بعد الأمطار التي تواصلت في الهطول 3 أيام كاملة، وهي الانهيارات التي طالت المباني القديمة المسجلة في الخانة الحمراء، والتي لايزال سكانها في انتظار الترحيل. وحسب الحصيلة التي قدمتها مصالح الحماية المدنية لولاية وهران، فقد سُجل أخطر انهيار لبناية بشارع "ألكسندر نوبال" بحي المقري، تقطنها 40 عائلة وجدت نفسها بالشارع، حيث نجت العائلات من الموت المحقق تحت الأنقاض. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية، التي قامت بإجلاء العائلات والأشخاص الذين بقوا علقين في الطابق الثاني من العمارة بعد انهيار السلالم، وطالبت المواطنين بالرحيل. وأكد، من جهته، رئيس دائرة وهران مراد رحموني في بيان له، أنه تم اقتراح ترحيل العائلات إلى منطقة وادي تليلات ضمن مشروع السكنات الجديدة، غير أن العائلات، حسب نفس البيان، رفضت الترحيل، وطالبت بسكنات بالقطب العمراني ببلقايد، أو بالسكنات الجديدة بحي البركي، وهو ما يؤكد أن هذه السكنات خاصةٌ بالمسجلين ضمن برنامج السكن بالتنقيط. كما سجلت الحماية المدنية انهيارا كبيرا في بناية ثانية رقم 8 بشارع جودي معطي محمد بحي المقراني؛ حيث انهارت أسقف شقة سكنية بالكامل أسفل الشقة الواقعة بالطابق الأول. وتم إنقاذ 3 مواطنين من قبل الحماية المدنية كانوا عالقين بالبناية المنهارة، تتراوح أعمارهم بين 40 و60 سنة. كما عرفت بناية قديمة أخرى مكونة من 3 طوابق، انهيارا جزئيا تضم 11 عائلة، وسقوط جانب جدار بطول 15 مترا وبعرض 5 أمتار بشارع دحو قادة بحي الدرب بمندوبية سيدي البشير ببلدية وهران، في وقت تدخلت فرق الحماية المدنية ببلدية حاسي بونيف بعد انهيار جزئي لمنزل من طابقين، فيما تتخوف العائلات القاطنة به من انهيارات أخرى بعد توقف الأمطار، خاصة بمنطقة سيدي الهواري، والدرب، والحمري، التي تضم عددا معتبرا من السكنات القديمة الآيلة للانهيار. وتسجل مصالح دائرة وهران 600 بناية في الخانة الحمراء معرّضة للانهيار، والتي لايزال سكانها في انتظار عمليات الترحيل التي تتأجل كل مرة بسبب تأخر تسليم مشاريع السكنات، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع عدد السكنات المهددة للانهيار بشكل يومي. ولم تتمكن مصالح ولاية وهران منذ سنة 2006 من القضاء على هذا المشكل رغم تنظيم العشرات من عمليات الترحيل التي مست أكثر من 3 آلاف عائلة، وهو ما أدى بالجمعيات إلى المطالبة بتنظيم عملية ترحيل كبيرة وهدم المباني القديمة كليا، لتفادي العودة إلى السكن فيها من قبل العائلات وأشخاص غرباء، يغتنمون الفرصة للبزنسة في المباني القديمة الشاغرة.